1968 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية

1968 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية
أخبار البلد -  

«رجعت الحياة بعد ما فقدنا الأمل بالحياة!»، «كيف أصف لك الحرية، كيف؟»، «الفرحة كبيرة لكنها ممزوجة بألمٍ كبير على شعبنا في غزة وما حدث له!»..
هذه تصريحات صادرة عن مجموعة من الأسرى المحررين من حملة الأحكام العالية «المؤبدات»، وتعكس غصّة كبيرة رافقت عملية إطلاق سراحهم مع مجموعة كبيرة من الأسرى الذين عاشوا في السجن فتراتٍ طويلة فقدوا خلالها الأمل بالخروج إلا من خلال عمليات التبادل.
الأسير المحرر ياسر أبو ترك، وهو المحكوم بالسجن المؤبد مرتين و20 عاما، قال بعد أن عانق الحرية عقب 20 عاما من الاعتقال، إن فرحته غير مكتملة ومغلفة بألم كبير جدا.
وتابع أبو ترك لـ»القدس العربي»: «أنا مبسوط كثيرا، لكن أن يُقتل شعبنا بهذه الأعداد الكبيرة ويُدمَّر قطاع غزة، ونحن لا نعرف صورة المشهد كاملا، هي ما يجعل فرحتنا منقوصة وغير مكتملة».
وأضاف: «الحمد لله كُتبت لنا حياة جديدة، حتى اللحظة لست قادرا على التفكير في الواقع الجديد والحياة بعد الإفراج، لكن أحمدُ الله على أنني رأيت شعبنا بخير، ورأيت هذا الاستقبال المبهج من شعبنا لنا».
أما الأسير المحرر سامي عوفي من مخيم طولكرم، وهو المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، فعانق الحرية بعد 22 عاما خلف القضبان، وتساءل في معرض استقباله في مدينة رام الله حول سؤال الحرية بإعادة السؤال ذاته: «كيف أوصف الحرية، كيف؟! عمليا، لا يوجد من يكره الحرية، إنها شعور لا يوصف».
وقال: «إذا كان العصفور الذي يعيش في قفص، وعندما يخرج منه يشعر بفرحٍ شديد، فماذا عن الأسرى أو الإنسان؟ الحمد لله الذي مَنَّ علينا بالحرية».
وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»: «لقد اجتمعنا بأهلنا وعائلاتنا بعد أن فقدنا الأمل في إطلاق سراحنا، إننا نعيش بفضلٍ من ربنا سبحانه وتعالى».
وحول المعاملة الصعبة التي تعرضوا لها من قبل إدارات السجون، تابع: «لقد كان تعاملهم معنا على قاعدة الإيذاء، كل أسير أُفرج عنه تعرض للأذى الشديد، تعاملهم انتقام من كل الأسرى».

الإفراج من عوفر

وجاءت اللحظة المرتقبة بالإفراج عن 96 معتقلًا من سجن «عوفر»، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد عقودٍ طويلة من الاعتقال والتغييب، وبعد مماطلةٍ استمرت ساعات، حيث تقدّمت حافلات أشرف عليها «الصليب الأحمر الدولي» من بلدة بيتونيا شرق رام الله.

مشهد تاريخي سطره الشعب الفلسطيني بالدم والتضحيات

وتحركت الحافلات باتجاه رام الله نحو الحرية، تاركةً خلفها أعواما من الظلم والتغييب، وكان في استقبالها آلاف المواطنين في مشهدٍ حاشد لم يتكرر إلا عند استقبال المحررين خلال العام الماضي.
ووصل 96 معتقلا محررا من ذوي المؤبدات والأحكام العالية على متن حافلتين ومركبة إسعاف تابعة لـ»الصليب الأحمر الدولي»، حيث كان مئات من ذويهم في انتظارهم أمام قصر رام الله الثقافي في بيتونيا.وأبلغ «الصليب الأحمر» وزارة الصحة أن عددا كبيرا من الأسرى المفرج عنهم من كبار السن ويعانون أوضاعا صحيةً صعبة، إضافةً إلى إصابة عددٍ منهم بأمراض جلدية بسبب الإهمال الطبي المتعمد بحقهم.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت بلدة بيتونيا، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الصحافيين والأهالي في محيط سجن «عوفر».

اقتحامات وإصابات

وقبيل ساعاتٍ من الإفراج، أصيب شاب بالرصاص الحي وآخرون بحالات اختناق، عقب قمع قوات الاحتلال المواطنين وذوي المعتقلين الذين كانوا ينتظرون الإفراج عن أبنائهم أمام سجن «عوفر» العسكري.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين والصحافيين والمنازل المحيطة، ما أدى إلى إصابة عددٍ منهم بحالات اختناق.
كما ألقت تلك القوات منشورات قرب «عوفر» تحذر فيها عائلات الأسرى من إقامة أي مظاهر استقبال أو احتفاء.
وفي السياق ذاته، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على عائلات الأسرى واقتحمت منازلهم في بيت لحم والقدس وأريحا.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير أيمن الكرد في كفر عقب، واعتدت على شقيقه بالضرب، ما أدى إلى إصابته بكسور ورضوض في الأنف والقدم، كما حطم جنود الاحتلال باب المنزل ومقتنياته، خلال تحذير الاحتلال للعائلات التي تحرر أبناؤها من سجون الاحتلال، من إبداء أية مظاهر احتفالية.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب المدينة، حيث تمركزت عند دوار البالوع، وداهمت منزل الأسير المفرج عنه المهدي عز الدين الجراشي، دون الإبلاغ عن اعتقالات في صفوف المواطنين. وأضاف المصدر أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي العبيدية ودار صلاح شرق بيت لحم، دون أن يُبلّغ عن مداهمات منازل أو اعتقالات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير أحمد كعابنة في مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا، المقرر الإفراج عنه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
يُذكر أن كعابنة معتقل لدى الاحتلال منذ 26 نيسان / أبريل 1997، ومحكوم بالسجن مؤبدين وست سنوات.
وامتنعت عائلات كثيرة عن التصريح لوسائل الإعلام بعد ساعاتٍ من قيام سلطات الاحتلال بتوجيه تحذيراتٍ لأهالي الأسرى، نصت على عدم التصريح لوسائل الإعلام وعدم شكر المقاومة الفلسطينية.

فرح مكتومة في القدس

ومن رام الله إلى القدس، حيث ضمّت القائمة من الأسرى المفرج عنهم 14 أسيرا من حملة الهوية الإسرائيلية «الزرقاء»، من بينهم 8 أسرى من أصحاب الأحكام المؤبدة، سيتم إبعاد 7 منهم، و4 أسرى من أصحاب المحكوميات العالية، واثنان موقوفان لم يُحكم عليهما بعد.
والأسرى المفرج عنهم (حملة الهوية الزرقاء):
أحمد عادل جابر سعادة، 43 عاما، معتقل منذ عام 2003 (إفراج بشرط الإبعاد).
أيمن حسن محمد الكرد، 29 عاما، معتقل منذ عام 2016 (محكوم بالسجن الفعلي لمدة 35 عاما، ويعاني من الشلل النصفي بسبب إصابته وقت الاعتقال).
أيمن عبد المجيد سدر، 59 عاما، معتقل منذ عام 1996 (إفراج بشرط الإبعاد).
ضياء أحمد علي مطر، 49 عاما، معتقل منذ عام 2007 (إفراج بشرط الإبعاد).
خالد محمد أحمد صباح، 63 عاما، معتقل منذ عام 2022 (موقوف، لم يُحكم بعد).
حسام محمد علي مطر، 42 عاما، معتقل منذ عام 2007 (إفراج بشرط الإبعاد).
محمد رجب حسن أبو قطيش، 19 عاما، معتقل منذ عام 2022 (محكوم بالسجن الفعلي لمدة 15 عاما).
محمد مأمون محمد محيسن، 21 عاما، معتقل منذ عام 2024 (محكوم بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما ونصف).
نبيل حسن عبد العزيز أبو خضير، 55 عاما، معتقل منذ عام 2009.
نصري عيد حسن عاصي، 48 عاما، معتقل منذ عام 2004 (إفراج بشرط الإبعاد).
سهيل محمد يوسف شقيرات، 42 عاما، معتقل منذ عام 2007 (إفراج بشرط الإبعاد).
سفيان عمر موسى عجلوني، 27 عاما، معتقل منذ عام 2022 (موقوف، لم يُحكم بعد).
عمر موفق شحادة عيد، 31 عاما، معتقل منذ عام 2020 (محكوم بالسجن لمدة 20 عاما).
فراس صادق محمد غانم، 51 عاما، معتقل منذ عام 2002 (إفراج بشرط الإبعاد).
واستقبل الأهالي المقدسيون أبناءهم بالدموع والأحضان، وامتنعوا عن التصريح لوسائل الإعلام إلا في أضيق الحدود، في ظل تحذيرات الشرطة الإسرائيلية للعائلات.
وتحدث الأسير المقدسي طبيب الأسنان سامر حلبية الذي عانق الحرية بعد عشرة أعوام من الاعتقال، حيث كان يقضي حكما بالسجن 32 عاما، وقال: «الحمد لله على خروجي من السجن»، وكان يضع يده في يد والدته المسنّة ويقول واصفا أوضاع الأسرى بأنها «الأصعب».
وأضاف: «وضع الأسرى صعب، كلنا خسرنا وزنا… الأسرى في السجون ينتظرون الخروج وكلهم أمل بذلك».
وتابع: «لقد تفاجأنا بخبر الإفراج، حتى البارحة لم نكن نعلم شيئا، ولا ندري ما يجري في الخارج».
وغلب البكاء والعناق الطويل اللحظات الأولى للقاء الأسير المقدسي الجريح محمد أبو قطيش مع عائلته في القدس المحتلة.
أما الكلمات الأولى التي قالها الأسير المحرر خالد صباح من بلدة صور باهر في القدس المحتلة عقب تحرره من سجون الاحتلال فكانت: «الحمد لله الذي مَنّ علينا بالفَرج»، متمنيًا أن يمنّ الله بالفَرج على بقية الأسرى «وهو قريب بعون الله».
وعكست المشاهد التي جمعت الأسير المقدسي نبيل أبو خضير بعائلته، بعد غيابٍ دام 16 عاما في سجون الاحتلال بعد حكمٍ بـ13 مؤبدا، دلالاتٍ مؤثرة، حيث الدموع والأحضان والصراخ وعدم التصديق.
وفي بلدة صور باهر، عكس واقع السجن على جسد الأسير المقدسي خالد الصباح، دلالاتٍ قوية بفعل الإهمال الطبي والعزل والظروف القاسية داخل الزنازين.
وخرج الصباح وعليه آثارٌ واضحة ومؤلمة من مرض «السكابيوس» الجلدي.

مكتب إعلام الأسرى

وقال «مكتب إعلام الأسرى» إن المقاومة تمكنت من فرض الإفراج عن ثمانية أسرى كانوا من بين الأسرى المحررين المُبعَدين إلى قطاع غزة ضمن صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم خلال عملياته العسكرية في الحرب داخل القطاع بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر.
وضمت قائمة الأسرى: حمد الله فايق حسن علي، سعيد محمد سعيد بشارات، طارق أحمد عبد الكريم حساين، عمر أحمد أيوب عصيدة، محمود علي حسن قواسمة، منصور عاطف خضر ريان، نادر رضوان عبد الحكيم أبو تركي، شادي طلعت عواد بلاونة.
وجاء في بيانٍ ثانٍ صادرٍ عن «مكتب إعلام الأسرى» أن لحظة الإفراج عن الأسرى المحررين تعكس «مشهدا تاريخيًا يُسطّره الشعب الفلسطيني بالدم والتضحيات، وينتزع فيه حرية أسراه بالصمود والإرادة».
وأضاف البيان: «إنّ ما نشهده اليوم من تحرر الأسرى الأبطال، وعلى رأسهم أصحاب المؤبدات، يرسخ لحظةً فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وهو ثمرة ملحمةٍ بطوليةٍ ونضالٍ طويلٍ وعطاءٍ متواصلٍ قدّمه أبناء شعبنا على مذبح الحرية والكرامة، وفاءً للأسرى والمسرى والقضية المقدسة».
ووجّه المكتب تحية فخرٍ واعتزازٍ للفلسطينيين في غزة الذين بصبرهم وصمودهم كتبوا هذه اللحظة العظيمة، وفتحوا أبواب الحرية لرفاق القيد، بدمائهم.
وأكد البيان أن الصفقة تمثل محطةً مفصلية في مسار تحرير الأسرى، وتشكل دافعا للاستمرار في طريق النضال حتى كسر القيد عن آخر أسيرٍ فلسطيني.
يُذكر أن صفقات التبادل الثلاث التي تم الاتفاق عليها بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر عام 2023 أفرجت عن 3985 أسيرا فلسطينيا.

شريط الأخبار بدء حفل قرعة كأس العالم 2026 6031 جمعية قائمة بموجب قانون الجمعيات النافذ - تفاصيل الأمير علي يترأس الوفد الأردني في قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن الأردن الثالث عربيا في عدد تأشيرات الهجرة إلى أميركا لعام 2024 العثور على جثة داخل منزل في الأزرق.. والقبض على الجاني 164 ألف مركبة دخلت المنطقة الحرة خلال أول 10 أشهر من العام الحالي غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية مجددا.. خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت فريق المبيعات في دائرة تطوير الأعمال في المجموعة العربية الأردنية للتأمين يحقق التارجت السنوي كاملاً والشركة تحتفي بإنجازهم عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار