شهدت العاصمة الكازاخية أستانا انعقاد المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي أكد مجدداً مكانته كمنصة دولية رائدة لتعزيز الحوار بين الشعوب وبناء جسور التفاهم بين مختلف المعتقدات. وقد حظي المؤتمر هذا العام بمشاركة واسعة من أكثر من مئة وفد يمثلون ستين دولة حول العالم، ما يعكس الثقة المتزايدة بأهميته كملتقى فريد لصياغة رؤى مشتركة من أجل السلام والتعايش
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، وصف ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية وتجويع إجرامي منظم”، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية عجزه عن وقف هذه الكارثة. وأكد أن الإنسانية ستظل تُحاكم بقدر صمتها أمام هذه المأساة، داعياً إلى تحرك عاجل لحماية الأبرياء وإيصال المساعدات دون قيود.
رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، الذي شارك في الجلسة الافتتاحية العامة، شدد على أن "حوار الأديان يجب أن يكون جسراً للتآزر من أجل المستقبل”، لافتا إلى إن الحوار بين الأديان ليس خيارًا ثانويًا، بل هو أمر أساسي، لأن البُعد الروحي في صميم الحياة الإنسانية، ولأن الناس في كل مكان يتوقون إلى الحقيقة والسلام.
ممثلو الفاتيكان من جانبهم أكدوا أن الحوار بين الأديان ليس ترفاً بل ضرورة، خاصة في عالم يزداد تمزقاً بسبب الحروب والنزاعات. وأشار الأب لوران بازانيز، مبعوث الكرسي الرسولي، إلى أن على الأديان أن ترفع صوتها بوضوح ضد الحرب والتجويع، وأن تقول "نعم للسلام ونعم للتنمية العادلة”.
المؤتمر، الذي تأسس منذ عام 2003 بمبادرة من الرئيس الكازاخي الأسبق نور سلطان نزارباييف، يُعقد هذه المرة تحت عنوان "حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل”، بمشاركة واسعة من قادة روحيين وممثلين عن منظمات دولية. ويهدف إلى تعزيز "الدبلوماسية الروحية” كقوة مساندة لحل الأزمات العالمية.
حقق المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية في أستانا نجاحاً بارزاً من حيث الحضور والتنظيم، إذ شارك فيه أكثر من 100 وفد يمثلون نحو 60 دولة، تضمّ وفوداً دينية وسياسية وأكاديمية عالية المستوى. 
هذا العدد الكبير من المشاركين وممثلي الأديان والمؤسسات الدولية يعكس مدى الأهمية التي يحظى بها المؤتمر في الساحة العالمية، ويؤكد أيضا قدرة كازاخستان على استضافة فعاليات دولية معقدة في تنظيمها وتنوّعها.