توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، في بلدة صيصون وسرية جملة في ريف درعا الغربي، ونفذت عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية.
وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أفادت بأن نحو 18 آلية عسكرية تابعة للاحتلال توغلت بين منازل المواطنين في بلدة صيصون، وقام أفرادها بعمليات دهم وتفتيش في الأحياء السكنية، فيما انتشرت آليات أخرى للاحتلال في محيط سرية جملة القريبة من خط فصل القوات مع الجولان السوري المحتل.
وتزامن التوغل، وفق المصدر، مع تحليق لطائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المنطقة وسط حالة من القلق والتوتر بين الأهالي، الذين تحدث بعضهم عن استجوابات ميدانية نفذها جنود الاحتلال خلال عمليات التفتيش.
الناشط الميداني، يحيى الكناني قال لـ «القدس العربي» إن 18 آلية توغلت في قرية صيصون وسريّة جملة في ريف درعا الغربي، مشيرا إلى أن العملية العسكرية رافقتها تغطية جوية وبرية من قبل طيران استطلاع الإسرائيلي جوا وعناصر مشاة، في تحرك هو الأول من نوعه من حيث العدد والتغطية الجوية والبرية في المنطقة.
وأضاف: تحرك رتل عسكري ضخم تابع لجيش الاحتلال في ساعات الليل المتأخرة من قاعدة الجزيرة الواقعة في قرية معرية والتي كانت قد سيطرت عليها القوات الإسرائيلية مؤخرا.
وحسب المصدر، فإن الرتل اتجه نحو قرية جملة الواقعة في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي في خطوة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ التوغلات الإسرائيلية على بعض المواقع الحدودية.
وتابع: توغلت دورية تابعة لجيش الاحتلال صباح أمس الأحد في قرية صيصون وسرية جملة حيث نفذت عمليات تفتيش لعدد من منازل المدنيين دون تسجيل أي اعتقالات ومن ثم انسحبت الى داخل الأراضي المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال قد نفذت الأسبوع الفائت عملية دهم واعتقال، أسفرت عن اعتقال رجل وابنه، قبل أن تفرج عنهما بعد ساعات في قرية عابدين غربي درعا جنوب سوريا.
وحسب مصادر أهلية لـ «القدس العربي» فإن قوة عسكرية إسرائيلية تضم نحو 30 عنصرا وعددا من الآليات العسكرية، كانت قد اقتحمت بلدة عابدين ونفذت عمليات تفتيش داخل عدد من منازل البلدة، قبل أن تعتقل الأب وابنه، محمد غازي المصري ونجله قاسم محمد المصري، وهما مدنيان يعملان في تجارة المواشي، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال رافقته حالة من الرعب بين الأهالي، ليصار لاحقا إلى الإفراج عن الابن وابنه.
عمليات دهم وتفتيش داخل الأحياء السكنية
وجاءت عملية التوغل غداة عملية مماثلة في ريف القنيطرة، حيث توغلت دورية إسرائيلية على طريق الصمدانية ـ العجرف في ريف القنيطرة الأوسط.
ووفقا للناشطة الميدانية سلام هاروني، من سكان المنطقة، فإن قوات الاحتلال أنشأت حاجزا عسكريا على الطريق ذاته.
وسبق ذلك أن استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأسبوع الماضي بموجة من الغارات الجوية مستودعات أسلحة دفاع جوي، ومستودعات للدبابات في ريفي حمص واللاذقية، باستخدام صواريخ شديدة الانفجار، وذلك في إطار الاعتداءات المتكررة على سوريا التي تصاعدت عقب سقوط نظام الأسد.
وحسب مصدر عسكري مطلع لـ «القدس العربي» فإن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف مستودعات تجمع دبابات في محيط ثكنة سقوبين العسكرية في اللاذقية غرب سوريا، وهو مستودع حديث تابع لوزارة الدفاع، لافتا إلى أن الهجوم على مستودعات الدبابات في اللاذقية «أسفر عن اندلاع نيران في المنطقة المستهدفة، دون تسجيل أي ضحايا أو إصابات بشرية، فيما عملت فرق الإطفاء على تطويق الحريق وإخماده».
كما استهدف الاحتلال بموجة من الغارات كلية الدفاع الجوي قرب قرية مسكنة القريبة من منطقة الأوراس، جنوب شرقي مدينة حمص، مشيرا إلى أن الخسائر اقتصرت على مستودعات الأسلحة.
وركز القصف الإسرائيلي في حمص، حسب المصدر على «مخزون أسلحة دفاع جوي تضم صواريخ عادية، حيث عمدت وزارة الدفاع الى إعادة تأهيلها، وذلك لمنع الجيش السوري من الاستفادة من أسلحة الدفاع الجوي».
وفي أعقاب الغارات، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا أدانت فيه «بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف عدة مواقع» معتبرة أن الهجمات تشكل «انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وأكد البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل «خرقًا صارخًا لسيادة الجمهورية العربية السورية وتهديدًا مباشراً لأمنها واستقرارها الإقليمي» داعيًا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ موقف واضح وحازم يضع حداً لهذه الاعتداءات المتكررة ويضمن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها».
ويتعاظم التصعيد الإسرائيلي في سوريا، بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، حيث تمكنت قوات من الجيش الإسرائيلي من الوصول وتثبيت السيطرة حتى دوار العلم وسط مدينة البعث في القنيطرة، وتدشيم نقاط عسكرية لها، عند تلاقي مثلث أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة جنوب سوريا. وحسب مصادر أمنية لـ «القدس العربي» فإن جيش الاحتلال بات يفرض نفوذه على كل من قمة جبل الشيخ وقرية صيدا الجولان وقرية عابدين في ريف درعا الغربي وقرية معريا في ريف درعا الغربي، وقرية نافعة في حوض اليرموك وقرية كويا في الريف الغربي من محافظة درعا والدرعيات والبصالي وعين القاضي في ريف القنيطرة، وقرية المقرز وقرية أم باطنة وقرية جملة، بالإضافة إلى سد المنطرة وقرية أم العظام وقرية العدنانية في الريف الغربي للقنيطرة، ومرتفع شارة الحرمون في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وهي أعلى قمة في جبل الشيخ، وقرية سويسة وبلدة الرفيد في ريف القنيطرة الجنوبي حتى وصل عدد النقاط العسكرية الرئيسية الإسرائيلية في القنيطرة إلى 12 نقطة بقوام حاجز عند كل منها.