في خلفية التوتر السياسي والعسكري الحاد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، تأمل آريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، أن تؤدي "حملة" الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى إسقاط نظام "عدوّها اللدود" الرئيس نيكولاس مادورو.
ووفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن ماتشادو ترى أن اللحظة مواتية لمزيد من الضغط على نظام مادورو الذي تراه "أضعف من أي وقت مضى"، معبّرة عن أملها بـ "ضربة تاريخية".
وفي الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي أقيمت في يوليو/ تموز 2024، ادّعت المعارضة فوزها الساحق، بينما أعلن مادورو فوزه، ما أثار احتجاجات عارمة في جميع أنحاء البلاد، ومنذ ذلك الحين تختبئ منافسته ماتشادو عن الأنظار.
وشّن نظام مادورو حملة اعتقالات واسعة ضد المعارضة، ما أدى إلى اعتقال آلاف الأشخاص وقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا على يد قوات الأمن.
وتؤيد ماتشادو استراتيجية ترامب تمامًا، معربة عن امتنانها العميق لها، معتبرة أنها "الخطوة الصحيحة"، في إشارة للتوترات المتصاعدة منذ 2 سبتمبر/ أيلول الجاري، عندما هاجمت الولايات المتحدة زورقًا سريعًا فنزويليًا في البحر الكاريبي.
وأسفر الهجوم عن مقتل 11 شخصًا، وردّت فنزويلا بإعلان التعبئة الشعبية وحالة "أقصى الجاهزية الوطنية"، فيما أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، بما في ذلك مقاتلات "F-35" في بورتوريكو وسفن حربية وغواصة هجومية.
وبينما يدرس ترامب خيارات عسكرية ضد عصابات المخدرات في فنزويلا، بما في ذلك ضرب أهداف داخل الأراضي الفنزويلية، تقول ماتشادو، وهي مهندسة سابقة وتبلغ من العمر 57 عامًا، في مكالمة فيديو من مخبئها: "هذه أعظم فرصة سنحت لنا على الإطلاق، ولن نضيعها أبدًا".
وقبل 14 شهرًا، ووفقًا لإحصاءات رسمية، حقق تحالف المعارضة فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، وهزم حكومة مادورو الاشتراكية التي قادت البلاد منذ وفاة معلمه هوغو تشافيز في 2013.
لكن مادورو أعلن النصر، ما أثار احتجاجات عارمة في جميع أنحاء البلاد، لتختبئ ماتشادو، وتعمل جاهدة منذ ذلك الحين، على الإطاحة بالنظام وضمان انتقال فنزويلا "إلى الديمقراطية تحت قيادتها".
وفي الوقت الراهن، يكمن أعظم أمل لها، وأمل غالبية الفنزويليين، الذين يعارضون النظام، في ترامب ورغبته في ضمان زوال مادورو سياسيًا.
وقالت لي ماتشادو: "أؤيد استراتيجية الرئيس الأمريكي تمامًا، وقد عبّرتُ نيابة عن الشعب الفنزويلي عن امتناننا العميق لها، أعتقد أنها الخطوة الصحيحة، إنها شجاعة، ورؤية ثاقبة".
ووفق تقرير "التايمز"، فإن ماتشادو على تواصل وثيق مع إدارة ترامب، ورغم أنها لم تتحدث مباشرة مع الرئيس الأمريكي، إلا أنها تواصلت مع شخصيات بارزة في وزارة الخارجية، وعلى رأسها ماركو روبيو، وزير الخارجية، وهو ابن لاجئين سياسيين كوبيين وداعم للمعارضة الفنزويلية.
وتعتقد ماتشادو أنه "لكي تكون الولايات المتحدة والمنطقة أكثر أمنًا يتعين علينا أن يكون لدينا فنزويلا ديمقراطية"، مضيفة: "أعتقد أن مستقبل الديمقراطية والحرية في منطقتنا سوف يتقرر في فنزويلا".