أخبار البلد - نفّذت إسرائيل تهديدها الذي كان رئيس أركان جيشها قد أطلقه قبل نحو أسبوع، فاستهدفت قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، خلال اجتماع وفد الحركة التفاوضي لدراسة مقترح أمريكي جديد للتهدئة في قطاع غزة.
وجاء هذا التصعيد الخطير الذي يتجاوز كل القوانين الدولية، استكمالا للعربدة الإسرائيلية واستهتار حكومة المتطرفين في تل أبيب بكل الروادع في حرب الإبادة التي تشنها على مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، كما جاء استهدافا لجهود الوسيط القطري الساعية إلى وقف حمّام الدم في غزة.
فقد اهتزت العاصمة القطرية الدوحة على وقع انفجارات في منطقة الخليج الغربي.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس” نجاة قيادتها، التي كانت تدرس مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار، لكنها أشارت إلى استشهاد 5 من كوادرها، فيما أعلنت قطر عن استشهاد عنصر أمن رسمي مولج بالحماية.
وأعلنت قطر أن إسرائيل شنّت "هجومًا جبانًا” استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس” في الدوحة، مبينة أنها فتحت تحقيقًا، ومؤكدة أنها "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور” .
وأضافت وزارة خارجيتها: "هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”.
وفي واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الأنباء عن معرفة مسبقة لواشنطن بالهجوم، وقالت إن الجيش الأمريكي أبلغ الإدارة الامريكية أن إسرائيل ستهاجم "حماس” في الدوحة.
وزعمت أن الرئيس دونالد ترامب طلب من المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إبلاغ الدوحة بأن "القصف الأحادي على دولة قطر لا يساهم في دفع مصالح إسرائيل ولا الولايات المتحدة”. وأضافت أن "الرئيس ترامب يرى أن الحادثة المؤسفة قد تشكل فرصة لتحقيق السلام”.
وعاد المتحدث باسم الخارجية القطرية مساء ليوضح أن
ما يتم تداوله من تصريحات بشأن إبلاغ دولة قطر بالهجوم الإسرائيلي مسبقا عار من الصحة. وقال المتحدث إن الاتصال الذي ورد من مسؤول أمريكي جاء خلال سماع دوي الانفجارات.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس” بيانا أدانت فيه الهجوم، وعدّته "عدوانا على سيادة دولة قطر الشقيقة”.
وأكدت "فشل العدو في اغتيال الإخوة في الوفد المفاوض”، ونعت خمسة من كوادرها ومرافقين، من بينهم نجل القيادي فيها الدكتور خليل الحية.
وفي مقابلة أجرتها قناة "الجزيرة” مع سهيل الهندي عضو المكتب السياسي لحركة "حماس”، قال القيادي الفلسطيني إن الاستهداف جاء خلال اجتماع للفريق المفاوض وبعض من قيادات "حماس” لمناقشة الأفكار التي أرسلتها الولايات المتحدة والورقة التي أرسلها الرئيس ترامب، و”كانت هناك جدية وانفتاح كبير على ما تم إرساله”.
وقال: "أن يتم هذا الحدث في وضح النهار، وأن تقوم به الإدارة الصهيونية وعلى رأسها نتنياهو بدعم وتأييد من الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس ترامب، أعتقد أن هذا الأمر صعب، وستكون له مآلات صعبة على من يدّعي السلام والحرية لشعوب العالم”.
أما في إسرائيل، فهدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة عمليات الاغتيال "لأن دم اليهود ليس مستباحًا”، واقتبس آيات توراتية عن ملاحقة الأعداء.
ومثله هنأ رئيس المعارضة يائير لابيد على استهداف كبار قادة "حماس” في الدوحة.
ونشر رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمير أوحانا، مقطع فيديو للهجوم، محذرا "كل الشرق الأوسط” .
وتحمل عملية القصف الجوي الإسرائيلي للعاصمة القطرية الدوحة في طياتها رسائل كثيرة وخطيرة، أولها تدمير جهود التهدئة الرامية إلى وقف الحرب على غزة.
ويرى مراقبون أن إسرائيل أرادت من خلال هذا الهجوم إخراج الدوحة من دائرة الوساطة، وهو ما كانت تقارير عبرية أشارت إليه في الآونة الأخيرة.
وفي مصر، كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف المفاوضات، أن القاهرة حذّرت إسرائيل من استهداف قادة المقاومة على أراضيها، سواء المقيمين فيها أو من خلال زيارات وفد الحركة إلى القاهرة. وأكدت المصادر أن القاهرة اتخذت قراراً بنقل إقامة عدد من قيادات فصائل المقاومة إلى القاهرة خلال الأيام الماضية، بخاصة الذين يقيمون في تركيا أو لبنان. ولاقت الجريمة الإسرائيلية إدانات عربية ودولية واسعة.
وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي الست أنها تقف مع أي إجراء تتخذه قطر ضد العملية التي قامت بها إسرائيل على أراضيها.
وأبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إدانته "للهجوم الإسرائيلي السافر” على الدوحة.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فعدّ الهجوم على الدوحة "غير مقبول أيا كانت دوافعه”. كما ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالهجوم الإسرائيلي، ومثله فعلت حكومات دول عديدة.
6 شهداء في عدوان إسرائيلي على الدوحة… ونجاة قيادة «حماس»