- لماذا تتأخر أسعار الغذاء العالمية بالوصول إلى الأردن 3 أشهر؟ ممثل القطاع يوضح السر
- لا احتكار للمواد الغذائية سوى اللحوم والتجار أحياناً يدفعون الثمن
أحمد الناجي - قال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن، جمال عمرو، إن انعكاس ارتفاع أسعار الغذاء الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على السوق المحلية يستغرق نحو شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر.
وأوضح لـ"أخبار البلد"، أن هذا التأخير يعود إلى طبيعة عقود التجار إذ إن نحو 80% منهم يبرمون عقوداً سنوية بأسعار ثابتة مما يحمي البضائع المستوردة من التأثر المباشر بتقلبات المؤشر العالمي، خاصة عندما تكون العقود مع المؤسسات العسكرية أو الحكومية أو المراكز التجارية الكبرى.
وأشار عمرو إلى أن أسعار بعض السلع مثل الزيوت النباتية التي يتم استيرادها كل ثلاثة أشهر، لا تتأثر إلا بعد شحن البضاعة ووصولها وهي عملية قد تستغرق ما بين 45 و70 يوماً بحسب بلد المنشأ؛ فالشحن من كندا قد يستغرق 90 يوماً، ومن الاتحاد الأوروبي نحو 30 يوماً، ومن شرق آسيا ما بين 45 و50 يوماً.
وبيّن أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد يكون لها أثر على البضائع المستوردة من الولايات المتحدة، إلا أن الأردن ملتزم بالاتفاقيات ولن يرفع الرسوم أو يرد بالمثل، مشيراً إلى أن هذه الرسوم تؤثر بالدرجة الأولى على المُصنّع الأمريكي ما قد يدفع التجار الأردنيين إلى التوجه نحو أسواق بديلة برسوم أقل، مضيفاً أن الأثر الفعلي لهذه الرسوم لن يتضح إلا بعد دخولها حيز التنفيذ المتوقع خلال الأسبوعين المقبلين، وقد تتضح ملامحها بنهاية العام.
وأكد عمرو أن الكلف اللوجستية تمثل نحو 20% من قيمة البضائع المستوردة وتشمل سعر الشراء من بلد المنشأ، وتكاليف الشحن، والتخليص الجمركي، والتأمين، والنقل من العقبة إلى عمان، وتخزينها، بالإضافة إلى تكاليف التوزيع المحلية.
ولفت إلى أن العقود السنوية التي تبرم على سلع أساسية مثل السكر والأرز والقمح والزيوت النباتية وأحياناً الحبوب تحمي السوق من التقلبات، لكنها قد تُفاجئ التجار إذا ارتفعت الأسعار بعد التثبيت أو تحرمهم من الاستفادة عند انخفاضها عالمياً.
ونوّه عمرو إلى عدم وجود احتكار في السوق الأردنية لأي سلعة باستثناء اللحوم نظراً لتعقيدات استيرادها ومتطلبات حفظها إذ تحتاج اللحوم المجمدة والمبرّدة إلى شحن في ثلاجات خاصة ونقل بمركبات مبردة، فضلاً عن خضوعها لرقابة مشددة من مؤسسة الغذاء والدواء، مؤكداً أن العمل في قطاع اللحوم يتطلب إمكانيات خاصة نظراً للمخاطر العالية المرتبطة به.