الأقصى وذكرى خراب الهيكل

الأقصى وذكرى خراب الهيكل
راسم عبيدات
أخبار البلد -  

ذكرى خراب المعبد اليهودي الأول والثاني "تيشا بآف"، يعتبره الإسرائيليون يوم "حزن وحداد"، وتقتحم فيه جماعات المعبد المتطرفة المسجد الأقصى سنويا، ويعتبرونه "يوما لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل الثالث" حسب زعمهم.
تعتبر هذه الذكرى التي تحل في التاسع من آب وفق التقويم العبري، والتي تقع ما بين اواخر شهر تموز وبداية شهر آب وفق التقويم الميلادي، من الأعياد الدينية اليهودية المهمة، ففي هذه المناسبة تنشط وتستنفر الجماعات التلمودية والتوراتية والنشطاء من جماعات "جبل الهيكل" وأمناء الهيكل"، و"عائدون الى الهيكل"، كل طاقاتها وإمكانياتها، من أجل اوسع عمليات الاقتحام للمسجد الأٌقصى وعلى مدار الساعة، بحيث يتجاوز عدد المقتحمين يومياً ثلاثة آلاف مقتحم، كما حصل في العام الماضي، واهمية عمليات الاقتحام وزيادة عدد المقتحمين، تنبع من محاولة اثبات هؤلاء المقتحمين لملكيتهم وسيادتهم على المسجد الأقصى.

حسب ما يقوله اليهود، بأن خراب الهيكل الأول قد حدث عام 576 قبل الميلاد على يد الملك البابلي نبوخذ نصر، ولم يسمح لليهود بالعودة الى القدس إلا بعد 70 عاماً على يد الملك الفارسي كورش، الذي اعادهم الى ديارهم وسمح لهم ببناء هيكلهم الثاني، هذا الهيكل الذي جرى تدميره على يد الإمبراطور الروماني تيطس، 70 ميلادي، وبالتالي اتى التاسع من آب ذكرى خراب الهيكلين بنفس الموعد بعد 600 عام.

ويعتبر اليهود الذين يزعمون بوجود هيكلهم مكان مسجد قبة الصخرة، هو مركز حياتهم الدينية، وهو اقدس مكان ديني عندهم، ولذلك يجب أن تفرض سيادتهم وسيطرتهم عليه، وأن يجري العبور به من الزمن الإسلامي إلى الزمن اليهودي، ويوظفون لتحقيق ذلك كل اجهزتهم ومؤسساتهم ونفوذهم في القضاء والأمن والشرطة والجمعيات المتطرفة، ويعتبرون بان الأوضاع الحالية توفر لهم الفرصة السانحة، حيث العالم منشغل بمقتلة المجاعة والحصار على قطاع غزة، وكذلك حالة "الموات" العربي والإسلامي، لكي يفرضوا وقائع جديدة في الأقصى، تتجاوز قضية التقسيم الزماني والشراكة في المكان، والشراكة في المكان تعني ان يكون مقابل الشيخ المسلم حاخام يهودي ومقابل المصلي المسلم مصل يهودي ومقابل الطفل الفلسطيني طفل يهودي، وان لا تبقى الاقتحامات وفق النسق السابق عبر باب المغاربة تحت حماية وحراسة عناصر الشرطة الإسرائيلية والخروج من باب السلسلة، بل أن تجري عمليات الاقتحام بحرية وبدون حراسة من أكثر من باب من بوابات الأقصى، وعلى شكل استباحة كاملة، دون التقيد بفترة زمنية محددة، وأن يتم نزع الإشراف الإداري للأوقاف الإسلامية على الأقصى، وأن يجري "تجويف" وسحب الوصاية الأردنية عن الأقصى، وكذلك منع الحارس من التواجد في الأقصى.

يسود الاعتقاد عند اليهود بأن خطيئتهم هي سبب دمار الهيكل، فعلى سبيل المثال يقولون بأن عبادتهم للأصنام وممارساتهم للعلاقات المحرمة، وسفكهم للدماء، كانت سبباً في خراب الهيكل الأول، في حين خراب الهيكل الثاني، كان بسبب انتشار الكراهية بينهم.

وتعتبر ذكرى خراب الهيكل، ذكرى حزن وحداد يمتنعون فيه عن تناول الطعام من مغيب شمس يوم الهيكل حتى بزوغ نجمة الفجر في اليوم التالي، وفي هذا اليوم يمتنعون عن لبس ملابس رسمية، ويكتفون بملابس بسيطة، ويمتنعون عن الحلاقة وقص رؤوسهم ولحاهم، وللتكفير عن خطاياهم، وذنوبهم، يعملون على احضار ذبيحة الى مكان الهيكل المزعوم في "يوم الغفران".

في ظل سعي الصهيونية القومية والدينية الى تحويل دولة الاحتلال الى دولة شريعة "هالاخاه"، واشراف بن غفير ما يعرف بوزير الأمن القومي الإسرائيلي على عمليات الاقتحام والتهويد للأقصى والمشاركة فيها لتسع مرات منذ توليه منصبه كوزير في حكومة نتنياهو، وفي ظل حالة التطرف والتماهي ما بين المجتمع الإسرائيلي وحكومته، وفي ظل الحالتين العربية والإسلامية البائستين، وردود الفعل التي لا تتجاوز بيانات شجب واستنكار خجولة، والتي تكرس المقولة عن العرب والمسلمين، بأنهم ليسوا أكثر من ظاهرة صوتية "يجعجعون" و"يبعبعون"، صوتهم كالطبل" مرتفع، يحدث ضجيجاً دون أثر وذاكرتهم قصيرة كذاكرة السمكة، التي سرعان ما تتجاوز الحدث والفعل.

سلسلة عمليات الاقتحام للأقصى بدأت منذ عام 2000، وكانت تسير بوتائر عالية، في الأعوام التي تلته، وبأعداد أكبر، وفي كل عملية اقتحام جديدة، كان يحرص المقتحمون، على ان يفرضوا وقائع جديدة على طريق التهويد للأقصى، وأن يمارسوا طقوسا تلمودية وتوراتية جديدة أيضاً، تجسد استكمال ما يعرف بطقوس احياء الهيكل المعنوي، والمتمثلة بإدخال شالات الصلاة واللفائف السوداء والدخول بلباس الكهنة البيضاء، واداء طقوس الصلاة فردية وجماعية وبصوت علني والنفخ في البوق والسعي لإدخال قرابين الفصح النباتية والحيوانية الى ساحات الأقصى، وممارسة ما تعرف بطقوس السجود الملحمي، أي انبطاح المستوطنين على وجوههم كاعلى شكل من أشكال الطقوس التلمودية والتوراتية، ورفع العلم الإسرائيلي في ساحات الأقصى، واجراء مراسم زواج وتعميد في ساحات الأقصى، وتحويل ساحاته الى حلقات رقص وغناء.

هم باستكمال ما يعرف بإحياء طقوس الهيكل المعنوي، يعملون على ترجمة اقامة الهيكل الثالث بشكل فعلي بدل مسجد قبة الصخرة، من خلال القيام بذبح واحدة من البقرات الحمراء التي استجلبوها من ولاية تكساس الأمريكية، والتي تم استولادها جينياً، جيث جرى تخزينها في مكان آمن في منطقة بيسان، لكي تبلغ عمرها الشرعي وهو عامان، وبعد ان بلغت تلك البقرات عمرها الشرعي، فالمخطط السعي لذبح واحدة منها في ساحات الأقصى، حيث سابقاً كان يخطط لذبح واحدة منها على جبل الطور، ولكن الآن يرون أن تذبح في ساحات الأقصى، وأن يتم نثر رمادها على أكبر عدد من الحاخامات، لتجاوز قرار الحاخامية الدينية العليا، بعدم الصعود الى ما يعرف بجبل الهيكل (المسجد الأقصى)، دون بند التطهر من ما تعرف بنجاسة الموتى او القبور، وبنثر هذا الرماد، سنكون أمام " تسونامي" من الاقتحامات، فإذا كانت الاقتحامات اليومية قبل ذلك في الأيام العادية لا تزيد عن 100 – 150 متطرفا، سنكون امام 1000 – 1500 متطرف يقتحمون الأقصى، وهذا يعني فرض واقع جديد، شراكة في المكان وتخصيص مكان لهم من اجل اداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية والتوراتية، ويبدأ ذلك بإقامة كنيس لهم في المنطقة الشرقية من الأقصى، بدل مصلى باب الرحمة.

خطط تهويد الأقصى لا تتوقف، وتوظف فيها الجماعات التلمودية والتوراتية والحاخامات والمؤسسة الرسمية وبدعم واسناد رسمي، موجود في مؤسسات القضاء والشرطة والأمن، كل إمكانياتها وطاقاتها، واذا ما استمرت الحالة العربية والإسلامية ومواقفها وردود فعلها على ما هي عليه الآن، فمن غير المستبعد أن نجد أنفسنا في الأقصى قريباً، بوضع شبيه لما هو عليه الحرم الإبراهيمي في الخليل، حيث حسمت اسرائيل سيادتها وسيطرتها عليه، بعدما قامت بنقل المسؤولية الإدارية عنه، من بلدية الخليل الى المؤسسة الدينية اليهودية في مستوطنة "كريات أربع".
شريط الأخبار وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل النشامى والمغرب.. التعادل الإيجابي يسيطر على نهاية مجريات الشوط الثاني ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون "النشامى" في ستاد لوسيل الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب القريني يكشف مصير مباراة الأردن والمغرب دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي - تفاصيل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء مستثمر أردني يقع فريسة عملية تهريب اموال يقودها رئيس وزراء لبناني أسبق العربية للتأمين: انتهاء عقد المدير العام حدادين وشكرا لجهوده ونتمنى له التقدم نية شبه رسمية سورية لانشاء معبر حدودي مع الأردن رئيسة وزراء إيطاليا تبيع هدايا الزعماء وتثير جدلا بالمنصات التعليم العالي تخصص 2632 منحة جزئية وقرض لأبناء المعلمين