أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ارتياحه لنتائج المفاوضات الأخيرة في إسطنبول وتبادل الأسرى، مؤكداً أن أوكرانيا تعاني من انعدام السيادة وأن نظامها السياسي يفتقر إلى الأساس القانوني بخلاف روسيا القائمة على الدستور الروسي.
وأشار بوتين إلى أن خصوم موسكو كانوا يتحدثون في السابق عن إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، بينما يتحدثون اليوم فقط عن وقف التقدم الروسي، معتبراً أن هذا تطور مهم في ميزان القوى.
وذكر بتصريحات عقب لقاء جمعه بنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أن موسكو تثمّن إيجاباً التقدم في المفاوضات لكنها ترى ضرورة معالجة جذور النزاع عبر حوار مكثف يشمل جميع القضايا الخلافية.
وأكد أن مجموعات العمل الروسية الأوكرانية المعنية بالتسوية لم تبدأ عملها حتى الآن، وأن شروط روسيا المعلنة صيف 2024 لا تزال قائمة دون أي تغيير، مشدداً على أن ضمان أمن روسيا هو الهدف الرئيسي في القضية الأوكرانية.
وأشار الرئيس الروسي إلى استعداد بلاده للانتظار إذا رأت كييف أنه ليس من الضروري الدخول في مفاوضات مباشرة حالياً، مؤكداً أن أي تسوية يجب أن تتم في إطار الأمن الأوروبي الشامل لضمان استقرار طويل الأمد وإنهاء النزاع جذرياً بمشاركة الأطراف المعنية.
وشدد على أن روسيا بحاجة إلى سلام طويل الأمد ودائم، وهو ما يتطلب خطوات واقعية دون أي سقف زمني محدد للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وأكد بوتين مواصلة القوات الروسية تقدمها في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، معلناً تحرير مدينة تشاسوف يار وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة وصلت إلى 7.5 آلاف جندي، مشيداً ببطولة الجنود الروس.
واعتبر أن تصريحات كييف حول الوضع في تشاسوف يار تعكس عدم دراية القيادة الأوكرانية بحقيقة الأوضاع الميدانية.
وأوضح أن تعزيز سيادة روسيا يمثل أحد الأهداف الأساسية للعملية العسكرية.
كما أعلن بوتين أن روسيا سلمت آلاف الجثامين للجانب الأوكراني مقابل استلام عشرات الجثث لجنود روس في إطار عمليات تبادل القتلى بين الطرفين. وأكد ضرورة مناقشة الخطوات اللازمة لإرساء سلام طويل الأمد في أوكرانيا دون أي حدود زمنية محددة، محذراً من استمرار المعارك وتفاقم الأزمة الإنسانية إذا لم يتم التوصل لتسوية شاملة.
وفي سياق آخر، كشف بوتين بدء الإنتاج المتسلسل لصاروخ "أوريشنيك" الذي دخل الخدمة العسكرية بالفعل، مشيراً إلى اختيار مواقع نشره بالتعاون مع الخبراء البيلاروسيين، ومتوقعاً الانتهاء من تسليم مجمعات "أوريشنيك" الصاروخية إلى بيلاروس قبل نهاية العام الجاري.
وأكد بوتين أن الاتحاد الأوروبي يفتقر حالياً إلى السيادة المطلقة، ما يجعل أي مناقشات حول التسوية الأوكرانية مرتبطة بإعادة النظر في منظومة الأمن الأوروبي بالكامل.