ميعاد خاطر - أتيح لي حضور جلسة كان فيها أصحاب وممثلي شركات النقل السياحي المقهورين الذين لا يملكون الا انتظار الانهيار والتوقف.. فلم ار غضبا وألما وحزنا على واقع القطاع مثلما رأيت في هذه الجلسة، فقد اخذ المستقبل القاتم لهذا القطاع منهم النوم والعافية.. وجعلت إدارات شركات النقل السياحي والتأجيري تقوم بتخفيف قفزاتها للأمام وتحسب مئة حساب للقادم والمستقبل الذي بات معروفا لهم.
ألا يمكن ان تأخذ هيئة النقل قرارا حازما بإيقاف تسجيل شركات نقل سياحية جديدة، او على الأقل تحديد عدد الحافلات لكل شركة وعدم تعزيزها بالحافلات حتى لا تصبح في هذا القطاع تخمة، فقد كانت شركات النقل السياحية في العام 2019 سبعة شركات عاملة، و الان أصبحت 27 شركة يتزاحمون فيما بينهم من يستطيع ان يفلت من الانهيار، فأصحاب شركات النقل السياحي اليوم يعيشون امتحانا عسيرا نتيجة ظروف عديدة منها أن حجم السياحة ينخفض بشكل كبير نتيجة الظروف السياسية والإقليمية، كذلك التعليمات الحديثة الصادرة من السعودية حيث قسمت الحج إلى قسمين 50% طيران والأخرى برا، مما افقدهم 50% من حراك موسم الحج الذي كان يعول عليه هذا القطاع في كسر حالة الضعف في هذا القطاع، هذا الموسم كان شاهدا ومبشرا بما ستؤول عليه الحال ، فالعديد من الشركات لم تأخذ أي رحلة حج هذا العام.
لم يبق شيء يراهن عليه هذا القطاع اذا لم تتحرك هيئة النقل للإنقاذ قبل فوات الأوان، فرغم الإحباط الذي يعيشونه ويتحملونه ما زال هذا القطاع يلحق صابرا لتأمين قوت مئات العاملين لديه، كما أن هيئة تنظيم قطاع السياحة لا تعالج او تحرك ساكنا تجاه جفاف السياحة ، ولم يرى خيرها أو جودة أدائها بعد..
فوضى النقل مشهودة وعلى هيئة تنظيم النقل وهيئة السياحة ان يأخذا دورهما الحقيقي وان يتوقفا عن الهروب الى الامام، ماذا يعني ان تتوقف شركات لديها مئات الحافلات عن العمل والتي ترفد الخزينة بالألاف سنويا من جراء الرسوم والرخص عدا عن توظيف أبناء البلد والتخفيف من البطالة التي تتزايد.
على هيئة النقل التي ترى بعينها كيف اشبع القطاع حتى الخنق من هذا الاستثمار أن تمارس دور المنقذ والمخلص، فالهيئة كجهة منظمة للقطاع وأصحاب الحافلات والمستثمرين ارجلهم كلها في "الفلكة" تحشرهم الظروف في مربع واحد هو الخسارة التي تصيب الوطن.
في الجلسة التي طالت كان الحديث عن عدة قضايا عن مؤشر الخسائر وعن ارتفاع سعر الديزل، وعن احجام الهيئة عن رفع أجور النقل وتعديلها، وعن حمولة الحافلات ما بين الذهاب والإياب الذي يعود فارغا والذي يؤدي بريعها الى الانخفاض للنصف،
ولقطاع شركات النقل السياحي هم أكبر وهو حديث الساعة لديهم لحجم ضرره وتوسعه، وصمت الهيئة وإدارة الظهر عنه ، فالسيارات الكهربائية والتطبيقات فجرت "ان جاز التعبير" وأصبحت عصا معطلة في دواليب عجلة قطاع النقل السياحي، وهذه لها تقرير خاص قادم يظهر سوء إدارة ملفها وفلتانه.
رياض الخرابشة رئيس هيئة تنظيم قطاع النقل البري أخذ اسمه جانبا كبيرا من الرضا، ففي الجلسة شعرت بمدى قدرته على النهوض من الازمات التي يواجهها القطاع، فقد توسم الحاضرون بما لديه من خبرات ممتدة وعميقة في العمل العام وطرح الأفكار الناضجة التي لا تستهدف التلميع بل تصب في مصلحة الوطن، أضع هذه القضية أمام من توسموا فيه خيرا أمام الخرابشة لعله ينظم جلسة مع المستثمرين تأخذ شكل الحوار الهادئ المدروس.