لم تثر النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية الجدل بحجمها فقط، بل تصدّرت العناوين أيضًا بقيمة الجوائز الخيالية التي وصلت إلى مليار دولار، تم توزيعها على 32 ناديًا شاركوا في البطولة.
وقد منحت المباراة النهائية التي جمعت تشيلسي وباريس سان جيرمان وحدها كل فريق 30 مليون دولار، بينما حصل تشيلسي على مكافأة إضافية قدرها 10 ملايين بعد فوزه الساحق بثلاثية نظيفة.
ضربة مالية كبرى لتشيلسي: 114 مليون دولار في يدخلون خزينة النادي
لم يكتفِ تشيلسي برفع الكأس، بل خرج من البطولة بثروة تُقدّر بـ114.6 مليون دولار، ليحوّل شهرًا من اللعب إلى نجاح مالي من تسعة أرقام. وقد بدا رئيس النادي، تود بويلي، مبتهجًا وهو يقف إلى جانب ترامب بعد المباراة، ولديه كل الأسباب للاحتفال. حتى نجوم الفريق مثل ريس جيمس يتوقع أن يحصلوا على مكافآت سخية على الأداء المذهل.
أما باريس سان جيرمان، وصيف البطولة، فقد تجاوز بدوره حاجز الـ100 مليون دولار، ليكون أحد الناديين الوحيدين الذين بلغوا هذا الرقم. وقد جاء ريال مدريد ثالثًا بحصيلة 82.5 مليون دولار — مبلغ ضخم، وإن كان يعتبر متواضعًا نسبيًا بمقاييس الأندية الأوروبية الكبرى.
هيمنة أوروبية متواصلة رغم الشعارات
رغم الخطاب الدائم حول "تكافؤ الفرص عالميًا"، إلا أن الأرقام تكشف واقعًا مغايرًا. فقد استحوذت 12 ناديًا أوروبيًا على ما مجموعه 623.1 مليون دولار — أي أكثر من 60% من إجمالي الجوائز. ومن بين أكثر 7 أندية ربحًا، كانت 6 منها أوروبية.
ويكمن الاستثناء الوحيد في الفريق البرازيلي فلومينينسي.
فلومينينسي البرازيلي: من الحصان الأسود إلى قوة مالية صاعدة
لم تكن مسيرة فلومينينسي المفاجئة حتى نصف النهائي مجرد قصة كروية ملهمة، بل كانت قفزة اقتصادية هائلة. فقد حصد النادي 60.8 مليون دولار — ما يعادل 82% من إجمالي إيراداته لعام 2024. هذا العائد قد يُغيّر موازين القوى محليًا، خصوصًا وأن النادي لم يكن حتى من بين أغنى خمسة أندية في البرازيل العام الماضي.
لكن المنافسة داخل البرازيل ما تزال قوية. فـفلامنغو حصل على 27.7 مليون دولار، وبالميراس نال 39.8 مليونًا، فيما أضاف بوتافوغو 26.7 مليونًا لرصيد الكرة البرازيلية.
ورغم هذه النجاحات، إلا أن المفارقة الكبيرة أن أرباح فلومينينسي وحدها تتجاوز الميزانيات السنوية لـ12 ناديًا من الدرجة الأولى في البرازيل — ما يُنذر باتساع الفجوة بين القمة والقاع.
خيبة أمل أرجنتينية
على الجانب الآخر من القارة، لم تسجل الأندية الأرجنتينية حضورًا مؤثرًا. فـبوكا جونيورز وريفر بليت اكتفيا بالحضور، إذ جمع كل منهما 15.2 مليون دولار من رسوم المشاركة، بالإضافة إلى 5 ملايين فقط من المكافآت المتعلقة بالأداء، بعد خروجهما المبكر من دور المجموعات.
ورغم ذلك، فإن الحصيلة الإجمالية لأندية أميركا الجنوبية كانت قوية. إذ جلبت 6 أندية من اتحاد الكونميبول ما مجموعه 190.5 مليون دولار، لتحلّ في المركز الثاني خلف أوروبا من حيث التوزيع القاري للجوائز.
فجوة قارية آخذة بالاتساع: بطولتان في بطولة واحدة
فيما كانت الأندية الأوروبية والجنوبية تحصد المكاسب الكبرى، لم يكن أمام الأندية القادمة من بقية القارات سوى "الفتات". فـ14 ناديًا يمثلون قارات أميركا الشمالية، وآسيا، وأفريقيا، وأوقيانوسيا تقاسموا مبلغًا قدره 186.4 مليون دولار فقط — أي بمتوسط 13.3 مليون دولار للنادي، وهو أقل من الحد الأدنى الممنوح للأندية الأوروبية.
فعلى سبيل المثال، خرج أتلتيكو مدريد وبورتو وريد بول سالزبورغ من الأدوار المبكرة، ومع ذلك حصلوا جميعًا على مبالغ تفوق العديد من أندية القارات الأخرى. فسالزبورغ وحده حصل على 15.8 مليون دولار — وهو رقم يفوق إجمالي مكافآت معظم المشاركين من خارج أوروبا.
ميسي وإنتر ميامي: عائد "مقبول" في سوق ينمو ببطء
رغم الحضور الجماهيري الواسع والاهتمام الإعلامي، إلا أن فريق إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي خرج من البطولة بعائد متوسط بلغ 21.1 مليون دولار — مبلغ لا يُعتبر ثورة مالية، لكنه يفوق راتب ميسي السنوي المضمون البالغ 20.4 مليون دولار.
أما بقية فرق الدوري الأميركي، مثل لوس أنجلوس إف سي وسياتل ساوندرز، فاقتصرت مكاسبها على رسوم المشاركة، بحصيلة بلغت 10.6 و9.6 مليون دولار على التوالي.
خارج دائرة الضوء: قصص مالية غير متوقعة
لم تحظَ بعض الأندية بتغطية إعلامية واسعة لكنها نجحت في تحقيق مكاسب لافتة. فـأوراوا رد دايموندز الياباني، على سبيل المثال، خرج دون أي فوز لكنه حصل على 9.6 مليون دولار — ما يعادل نحو 16% من دخله السنوي البالغ 59.5 مليون دولار.
أما ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، فقد تمكن من تحقيق فوز وتعادل في مجموعته، ليجني 12.6 مليون دولار — أي قرابة ثلث ميزانيته السنوية.