تحليل: أحمد دهشان – باحث في التاريخ والعلاقات الدولية
في حال دخول إيران في مرحلة اضطراب داخلي أو تفكك سياسي، فإن انعكاسات هذا الحدث قد تتجاوز حدودها الجغرافية لتطال الإقليم بأكمله، وفق ما يراه الباحث أحمد دهشان، الذي يضع تصورًا مركبًا لسيناريوهات التمدد الإثني والقومي في محيط إيران، كما يلي:
أذربيجان واستغلال الفراغ: قد تسعى باكو إلى استثمار أي فوضى داخلية في إيران لتعزيز طموحاتها بضم مناطق الأذريين في شمال غرب إيران، في مسعى لتوحيد العرق الأذري على جانبي الحدود.
جنوب القوقاز في مهب التدخلات: مثل هذا التحرك لن يمر دون ردود فعل؛ فقد يدفع موسكو ويريفان وتبليسي إلى التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يهدد بإدخال جنوب القوقاز في دوامة صراع مفتوح.
الورقة الكردية وتحديات تركيا: من المتوقع أن تنشط التحركات الكردية لإقامة كيان مستقل يربط أكراد إيران بأكراد العراق وسوريا، مما قد يشكل "هلالًا كرديًا” يحيط بتركيا، ويفتح الباب أمام مطالبات مماثلة من أكرادها.
البلوش والوحدة القومية: الطموح الانفصالي للمكون البلوشي في جنوب شرق إيران قد يحرّك مياهًا راكدة بين نيودلهي وإسلام آباد، عبر طرح فكرة وحدة بلوشية قومية، وهو ما قد ينعكس سلبًا على استقرار باكستان.
داعش ولاية خراسان.. خطر صاعد: الفوضى الأمنية قد تتيح لتنظيم "داعش – ولاية خراسان” التمدد نحو الداخل الإيراني، ومنه إلى دول آسيا الوسطى، لا سيما عبر الحدود مع طاجيكستان، ما يشكل تهديدًا إقليميًا واسع النطاق.
الأهواز والحساسية العربية: المكون العربي في إقليم الأحواز قد يعيد ترتيب الأوراق في الداخل العراقي ويثير قضايا عابرة للحدود ذات طابع قومي وطائفي، تُنذر بتأزيم المشهد في المنطقة برمتها.
في المجمل، فإن أي اهتزاز داخلي كبير في إيران لن يكون محليًا فقط، بل قد يؤدي إلى سلسلة تفاعلات جيوسياسية وأمنية تعيد تشكيل الخارطة الإقليمية من القوقاز إلى الخليج، ومن آسيا الوسطى حتى بلاد الشام.