ميعاد خاطر - حين صعد اسم طارق الأمين النشمي الأردني الذي يحمل الجنسية الأمريكية ضمن تقرير مباشر حول زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية ، انتابني الفضول عن مدى العلم والمكنون الذي أحاط به طارق الأمين حتى يعطياه الثقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي الذي استند عليه لينخرط الأمين في رسم السياسات الامريكية والاقتصادية بعلم عصري تفوق هو على نفسه "علم الذكاء الاصطناعي" .. هذا القطاع الذي أصبح حديث الساعة والموجه للكثير من قرارات واستراتيجيات دولة تعتبر العظمى والكبيرة والتي لا يناطحها رأس على وجه الأرض ..

طارق الأمين الذي تولى قيادة هيوماين الشركة الحكومية السعودية المملوكة لـ"صندوق الاستثمارات العامة والتي اعلن عن إطلاقها الأمير محمد بن سلمان في 12 مايو 2025 مع زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية ليعمل على تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير مراكز بيانات متقدمة، وبنية تحتية ذكية رائدة، إلى جانب الإشراف على تطبيقات تحويلية تسهم في تعزيز القدرات البشرية وتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، والاستثمار في القطاع.

طارق الأمين صاحب الخبرة الممتدة في تمكين وتعزيز القدرات في مجال تطوير وتقديم تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي محليًا وإقليميًا ودوليًا، فتح آفاق جديدة في الاقتصاد الرقمي لكل الدول التي عمل فيها ابتداء من أمريكا مرورا بالصين فالهند فاليابان إلى أن استقر في الشقيقة السعودية القريبة إلى قلبه وحظي باهتمام فائق من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سلمة دفة القيادة رئيسا تنفيذيا لهيوماين.

لعلي واحد من الذين استمعوا لمدخل بسيط عن الشخصية النابغة كما اطلق عليها رئيس التحرير الأستاذ أسامة الراميني عندما تحدث عن طارق الأمين كأخ له ينبهر بإنجازه ويفخر به كأردني مبدع، ، قلت له من اين تعرفه وما هذه المشاعر التي تحيط بك ؟ فقال والده شخصية قديرة بالاحترام، اخلاقه وحسن إدارته وعطائه إبان عمله امينا عاما لوزارة الداخلية، شخص لن ينساه من قابله.. قال لي .. واجبنا كصحفيين ان نعظم الإنجاز ونعرف الأردنيين به وبأمثاله.. قلت له سأتحدث بداية مع والده واهنئه بما حققه نجله طارق.

تواصلت مع والده الشخصية الوازنة المنتمية زهدي عبد الرزاق الأمين عبر الهاتف في دردشة شيقة حملت عنوان ابنه طارق الأمين وسيرة حياته ودراسته وعمله..

فقال والد طارق لـ "اخبار البلد" الذي يسكن في وادي السير ان ابنه درس الثانوية في الكلية العلمية الإسلامية وكانت ميوله ورغبته منذ صغره تتجه للأجهزة الالكترونية والفيزياء، وبعد ان اجتاز الثانوية العامة توجه إلى الولايات المتحدة الامريكية ليكمل دراسته ، فلم يكن باليد حليلة وقتها فكانت خالاته المقيمات في أمريكا بوابة الخير ونقطة البداية ، فلم يبخلن عليه بما وفروه فأمه كانت الغالية عليهن فمارسن الامومة والعناية له في الخارج ووفرن له "جرين كارت" فدرس وتخرج من جامعة ولاية بورتلاند بتقدير امتياز في تخصص الهندسة الكهربائية و الفيزياء، وبعدها عمل في كبرى الشركات الامريكية نائب الرئيس الأول للمنتجات والخدمات في "مجموعة تي فورس" وعمل مديراً للتخطيط والأداء في "شركة تي موبايل ومديراً للهندسة في شركة "Telecom Technology Services" في كاليفورنيا، وتميز واكتسب الخبرات اللازمة، وسافر من أمريكا إلى الصين التي لم يستمر فيها سوى بضعة أشهر نتيجة الخلافات الامريكية الصينية الاقتصادية.

وانتهت قصة طارق مع الصين بسفره إلى الهند للقاء الملياردير الهندي المعروف عالميا "موكيش دهيروبهاي أمباني" الذي طلب لقائه ليستفيد من خبراته وعلمه في الاستثمار في الاتصالات فوقع اختيار أمباني على طارق الأمين صاحب السمعة الساطعة في هذا المجال، فعمل في منصب نائب الرئيس الأول لتطوير التكنولوجيا والأتمتة في "شركة منصات جيو الهندية، واستمر معه لخمس سنوات قبل أن ينتقل إلى اليابان ليثري تجربته ويطورها، رغم تمسك امباني به واغرائه بالشراكة معه لفتح مشروع مشترك.

في اليابان عمل في اكبر الشركات اليابانية واعرقها "شركة راكوتين سمفوني وموبايل" والتي تعنى بإنجاز شبكة الجيل الخامس في الاتصالات G5 وكان يتمنى أن تُعتمد شبكة الجيل الخامس في الأردن عندما زارت إدارة الشركة اليابانية بوفد كبير كان من ضمنها للمملكة للقاء الملك عبدالله الثاني وولي عهده والدخول باستثمار الـ G5 إلا أن نتائجها لم تفلح وقتها.

وفي محطته الأخيرة الحالية توجه من اليابان إلى السعودية القريبة إلى قلبه ليستلم المدير التنفيذي لشركة أرامكو التي توسعت وصعدت لتكون ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي ليأمر الأمير محمد بن سلمان مؤخرا ومع زيارة ترامب للسعودية بتأسيس شركة هيوماين واستلامة رئيسا تنفيذا لها في حين يرأس مجلس إدارتها سموه .

أكد زهدي الأمين الاب الذي انتسب لشرف الخدمة العسكرية رافق فيها كوكبة محترفة ومخلصة والذي كرس نفسه لحياة أبنائه أن الاستثمار لديه ليس بالمال أو السفر او العقار او المنصب فالاستثمار الانجح على الاطلاق والذي سعى له هو الاستثمار في الأبناء فهم من يزرعون بذور الحياة لمن بعدهم ليستفيد الوطن، هذا الاستثمار هو الجذر الراسخ ليس كنبات الشرفة والزينة يطير ويقتلع مع اول هبة رياح.

يقول الأب نجلي طارق بار بعائلته هادئ الطباع زرعت مع والدته الطيبة فيه بذرة طيبة فأينما حل او خطى رغم انشغالاته ومؤتمراته واجتماعاته لا يسمح لعمله بأن يفقده دعوة صالحة من والديه أو زيارة خاطفة حتى لو كانت لـ 24 ساعة. وهذه اللفتة كفيلة بزرع صورة واضحة للنشامى الأردنيين الذين يعتزون بوطنهم وبعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم العربية التي حرص عليها طارق وأكرمها رغم إجادته عدة لغات..

يشير الاب زهدي لصاحب الفضل مرة أخرى ويقول أنه لا بد أن يرجع الفضل لأمه التي أحسنت تربيته ولخالاته اللاتي مارسن الامومة والدعم الاسناد في الغربة، فالأم الشركسية الأردنية الكبيرة بعطائها.. الام التي قست على ابنها عندما اخطأ وكافأته عندما تميز، فما عملوه وقدموه لطارق كبير ويسجل في الذاكرة ولا يمكن تجاوزه فجميعهن نقاط مضيئة في حياته وسيرته ولهن التهنئة على ما انجز طارق.

ورفع الاب زهدي باسمه واسم عائلته اسمى آيات الشكر والعرفان للأغلى الاعز في العهد الزاهر لسليل المجد والندى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله المعظم حرصهما ودعمهما لأبناء الوطن المغتربين. 

فقد أنعم جلالته بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة على طارق زهدي أمين، تقديرا لدوره الكبير في مجال الاتصالات وتميزه في تصميم شبكات للهواتف المحمولة، على المستوى الدولي، خاصة في اليابان والهند.

ومن باب رد الجميل بالجميل أتوجه وعشيرتي بأسمى آيات المحبة والعرفان الى مقام خادم الحرمين الشريفيين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بدعم واسناد هذا المنصب المشرف لابني طارق ضارعا للباري عز وجل ان. يكرمهما بفيض الاءه وهواطل نعماءه ليبقيا نبراسا لصناع الخير والمعروف على مساحة المعمورة برياحها الأربع وان يعزهما في الدين والدنيا.

ويضيف الأب زهدي عن ابنه طارق قوله أن "مثله مثايل" من المبدعين المميزين في كافة القطاعات والصناعات والعلوم وهم قامات قدمت للعالم إنجازات تحترم وقادت شركات وطورت مؤسسات صعد اسمها وكان رصيد اسم النشمي العربي الأردني ساطع ، فهم يحتاجون كلمة طيبة من بلدهم وهم بشوق لها.

حين سمعت والده لمست وعيه في كلماته ، أحسست في هدوءه وابتسامته وهندامه أيضا، أحسست برؤيته لأردن المستقبل وشعرت أن رسالته وامنياته أكبر من إمكانياته.

طارق الأمين الشاب الوسيم صاحب القلب النابض والابتسامة الواثقة التي لا تفارق محياه قصة نجاح لم تكتمل بعد ولا أفق لها ، فالقمة التي يقف على اطلالها الان يسعى لرفعها والوصول الى كل جديد فالقوة الدافعة للإنتاج لديه عالية .

فلم يبخل طارق الأمين على نفسه ووجد طريقه بين الشرق والغرب بعيدا بجسده عن وطنه تاركا قلبه يخفق للوطن والعائلة، ولعل الإمكانيات التي وجدت في طريقه ما جعله يتميز ويعطي ويتفوق، رغم أن ذلك قد لا يعجب البعض أو حتى يحرج المسؤولين حين لا يدركون قيمة العقل الماسي الذي يحظى به الأردني، هنا نشعر بالمرارة لأن رهاننا على انفسنا كعرب أو أردنيين قد توقف منذ مدة لنبقى موقع المتفرجين ودمنا واموالنا في ايدي الخبراء الأجانب.

فالعديد منهم يدير ظهره ولا يرغب في اضطراد قصص النجاح أو بروزها حتى لا يقع في الحرج فالمصالح الشخصية والقبلية أولى..

لكن السعودية والقليل القليل من الدول العربية التي نهضت راهنت على الوصول للقمة والعمل والانجاز فاختارت الاكفاء ولم تنظر لجنسيته او لكنته او لونه ، هنا وجد طارق الأمين نفسه فهنيا للسعودية هذا الاختيار وفوزها بالرهان.

ويسعى جاهدا الملك عبدالله الثاني ويسبق الحكومات والمستشارين برؤيته الثاقبة دوما ليدعم الأردنيين المغتربين والمبدعين أينما حلوا، ويقرأ البوصلة الواضحة باستمرار ويشد على أيديهم فالزيارات الملكية إلى كافة اصقاع الأرض يحرص على أن يترك في برنامجها مساحة كبيرة وسفرة غداء يلتقي فيها المميزون والمبدعون ويثني عليهم وهو السبيل الوحيد الذي يجعل في قلب شبابنا وشاباتنا مزيدا من الشوق لوطنهم.

فتسلم الشاب طارق الأمين راية شركة "هيوماين" ليعلو بها فوق علوها ويعطيها روح التدفق والعطاء ليعزز موقع الشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي الذي أبدع فيه وآمن وبنى له اسما ساطعا محلقاً في سماء ثورة الاقتصاد والنهضة الرقمية .

هنا وعند قصة الشاب الأردني طارق الأمين أحسست أن التفوق والابداع والإخلاص في العمل والدراسة والبر والانتماء يُكرم ، ولا بد ان نستبدل الكلام بالعمل حتى ننصفه، وأن نؤمن بشبابنا وندعمهم ونفاخر بهم، فهم من يُحتفى بهم كرواد ومبادرين ومبدعين وهم سمعتنا المضيئة في الخارج، فهنيئا لابننا وأخينا طارق هنيئا لوالده ووالدته واسرته وهنيئا لكل من زرع بذرة طيبة ورعاها فصعدت أوراقا وثمار..