في الآونة الأخيرة، طفت على السطح بعض الأصوات التي اتهمت النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بـ"التمرد" على ناديه النصر السعودي، وذلك على خلفية غيابه عن بعض التدريبات والمباريات مع تأخر تجديد عقده.
هذه الاتهامات، التي وصفها البعض بـ"الأخطر"، جاءت في ظل موسم آخر يوشك على الانتهاء دون أن يتمكن "العالمي" من تحقيق الألقاب الكبرى؛ ما أثار قلق الجماهير وتساؤلاتهم حول ولاء والتزام نجمها الأول.
ولكن بالنظر إلى بعض الوقائع والأحداث الأخيرة، يمكن استخلاص ثلاثة أدلة قوية تبرئ ساحة رونالدو من هذه الاتهامات وتعكس صورة مختلفة تماما، بالأخص بعد التعادل الأخير أمام التعاون.
غياب مُنسق للحفاظ على الجاهزية
الدليل الأول يتمثل في التقارير التي أشارت إلى وجود تنسيق بين اللاعب والجهاز الفني والإداري فيما يتعلق ببعض الغيابات، ففي المباراة الأخيرة أمام الأخدود، والتي حقق فيها النصر فوزا عريضا بنتيجة 9-0، غاب رونالدو عن قائمة الفريق، وتبين أن الجهاز الطبي للنصر فضل إراحته بعد تقييم طبي أظهر عدم جاهزيته البدنية الكاملة للمشاركة.
هذا القرار، الذي تم اتخاذه بالتنسيق مع اللاعب، يؤكد على وجود تواصل واهتمام بصحة وسلامة رونالدو، وينفي فكرة الغياب المتعمد أو التمرد على الفريق؛ فغياب "الدون" لم يكن قرارا فرديا بل جاء في إطار حرص مشترك على مصلحة اللاعب والفريق على المدى الطويل.
حضوره لقاء التعاون
شهدت مواجهة التعاون التي انتهت بالتعادل حضور النجم البرتغالي من أرض الملعب لدعم الفريق في ظل مرحلة صعبة للغاية من الموسم.
حضور رونالدو نفسه ينفي عنه أي اتهام للتمرد؛ فالنجم البرتغالي ظهر أمام الجميع وهو يحاول مساعدة فريقه بأكثر طريقة يستطيع فيها المساعدة حتى لو لم يلعب.
عذر طبي مُعلن للغياب عن مواجهة التعاون
الدليل الثالث يأتي مباشرة من الأنباء التي أكدت أن سبب غياب النجم البرتغالي عن مباراة التعاون التي انتهت بالتعادل 1-1 كان "مرضه"، هذه المعلومة تم تداولها على لسان ستيفانو بيولي، المدير الفني للفريق، وتقدم تفسيرا واضحا ومقنعا لغياب اللاعب عن مباراة مهمة.
من غير المنطقي اتهام لاعب بالتمرد بسبب غيابه نتيجة لظروف صحية قاهرة، هذا العذر، يعتبر دليلا قويا على أن غياب رونالدو كان له ما يبرره، ولم يكن نابعا من أي نية للتمرد أو عدم الانضباط.
تأثير الغياب يؤكد الأهمية وينفي التمرد
الدليل الرابع والأخير يكمن في تأثير غياب رونالدو على أداء النصر ونتائجه، فبعد الفوز الكاسح على الأخدود بغيابه، جاء التعادل المخيب أمام التعاون ليؤكد الأهمية القصوى لرونالدو وتأثيره الذي لا يمكن إنكاره على أداء الفريق.
الفريق افتقد للحلول الفردية والقيادة الهجومية التي يمتلكها، وهو ما تجلى في صعوبة اختراق دفاع التعاون، هذا التعادل يوضح بشكل قاطع الأهمية القصوى لرونالدو؛ ما يدحض فكرة التمرد ويؤكد على قيمته التي لا غنى عنها.
ختاما، وبالنظر إلى هذه الأدلة الأربعة يصبح من الواضح أن اتهامات "التمرد" الموجهة إلى كريستيانو رونالدو لا تستند إلى أساس قوي من الصحة.
فالتنسيق بشأن الغياب عن الأخدود، وتأكيد الأنباء على مرضه قبل مباراة التعاون، وتأثير غيابه السلبي على نتائج الفريق، كلها تشير إلى أن غيابات رونالدو كانت مبررة ولم تكن نابعة من أي نية للتمرد أو عدم الالتزام.