بيروت – شهدت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، فجر اليوم الثلاثاء، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث استهدفت غارة جوية "إسرائيلية" مبنى سكنيًا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة سبعة آخرين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
واعتبر النائب عن "حزب الله" في البرلمان اللبناني، إبراهيم الموسوي، الهجوم "الإسرائيلي" "عدوانًا كبيرًا جدًا"، محملًا الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية. وقال الموسوي إن "ما جرى في الضاحية الجنوبية نقل المرحلة إلى مكان آخر"، مؤكدًا أن "العدو هو من أعلن انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار عبر غاراته المستمرة وانتهاكاته في الجنوب والبقاع والضاحية".
وفي سياق ردود الفعل، شدد الموسوي على ضرورة اتخاذ خطوات دبلوماسية حاسمة، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى استدعاء سفراء الدول الكبرى واتخاذ إجراءات لمواجهة العدوان "الإسرائيلي".
من جهته، أعلن الجيش "الإسرائيلي" وجهاز الأمن العام "شاباك"، في بيان مشترك، أن الغارة استهدفت قياديًا في "حزب الله"، زاعمًا أنه كان ينسق مع عناصر من "حماس" لتنفيذ "هجوم إرهابي وشيك ضد مدنيين إسرائيليين".
وعقب الغارة، أصدر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تعليمات بشن موجة ثانية من الهجمات ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله" في لبنان، وذلك ردًا على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو الأراضي "الإسرائيلية"، الخميس الماضي.
في المقابل، نفى "حزب الله" أي علاقة له بإطلاق الصواريخ، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" تحاول تصعيد الأوضاع وفرض معادلات جديدة على الأرض.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكان من المفترض أن يستكمل الجيش "الإسرائيلي" انسحابه من جنوب لبنان بحلول 26 يناير 2025، إلا أن "إسرائيل" لم تلتزم بالموعد المحدد، ما أدى إلى تمديد المهلة حتى 18 فبراير الماضي. ومع ذلك، أبقت "إسرائيل" قواتها في "منطقة عازلة" داخل الأراضي اللبنانية، ما زاد من التوترات الحدودية.