ميعاد خاطر - مررت في الصباح من أمام الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا- كلية المجتمع العربي سابقا .. هذا الاسم العريق الذي حلم به جيل كامل بل اجيال تبادلت ذكريات دراستهم، ذكريات مرها حلو.. وقفت برهة من الوقت مترددا دخولها .. قلت ان ازورها لازداد معرفة واتبصر اسمها وما يحمله من قيمة.. واعتقد ان زيارة واحدة او وقفة لهذه الكلية قد لا تكفي للاحاطة بالمكانة المرموقة التي حازت عليها بين شقيقاتها الجامعات والكليات الاردنية متقدمة بأشواط في المجال التقني..
صرح ممتد بجذور اصيلة قوية مطلة على أم الجامعات ومجلس أمنائها وعمادتها جعلتها بوصلة للطلبة الباحثين عن السمعة والتميز والانجاز
صرح ممتد جميل في العاصمة.. اطلالته على أم الجامعات الاردنية الجامعة الأردنية ويقابل مستشفى الجامعة الاردنية .. فقد ظلت الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا - كلية المجتمع العربي سابقا تمتلك جذورا قوية منذ نشأتها عام 1980 .. وهاهي تقفزعن عقدها الرابع متسلحة بهمة عمدائها ومجلس امنائها الذين مكنوها من مواكبة ما يلزم لتكون اليوم على مستوى أحدث الكليات التكنولوجية في مجالها..
البروفيسور أ. د. مصباح عقل عميد الكلية الذي واكب نهوض الكلية وخطاها الأولى باتجاه قدرتها على التعبير عن نفسها ، ظل واحدا من ابنائها المخلصين الذين أحبوها بصدق واعطوها انتماء وخلاصة جهد لتزداد شهرة وبهاء حتى اصبحت نموذجا يحظى بثقة الطلاب الاردنيين.
فالحديث عن الكلية ليس سهلا لأن البعض يقول ان قلّ الحديث لصالح العمل والانجاز والسمعة الطيبة فلا بد ان يكون التميز ساطعاً.
عميدها د. عقل قال في وقت سابق وخلال رعايته العديد من النشاطات المنهجية واللامنهجية أن المراحل والسنين التي مرت بها الكلية هي مراحل اختبار القدرات وترجمة الطموحات والأخذ بالاسباب، فالكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا هي كلية جامعية تقنية خاصة معتمدة اعتماداً عاماً واعتماداً خاصاً، وكانت بداية هذه الكلية بإنشاء كلية المجتمع العربي على ايدي نخبة من رجال الفكر والتربية في الاردن لادراكهم بحاجة الوطن والمنطقة العربية الى الكوادر الفنية المؤهلة في مختلف التخصصات، حيث تتباهى هذه الكلية العريقة بخريجها من تقنيين وفنيين والذين تتلمذوا على ايدي مهرة من المهندسين والاخصائين. وقد تمكن العديد من هؤلاء الخريجين من الحصول على اعلى الدرجات العلمية وتبوأ العديد منهم مسؤوليات كبيرة وباعلى المراتب والمناصب.
وأضاف د. عقل أن الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا واحدة من مؤسسات الوطن المميزة والرائدة والتي تسعى دائما الى التجديد والتطوير. وكذلك الى تحقيق معايير الاعتماد الدولية والى استحداث المزيد من تخصصات البكالوريوس اللازمة والضرورية لرفد الوطن بكوادر مؤهلة ومسلحة بالعلم والمعرفة.
د.عقل كان قد اشار في كلمته الموجه في الموقع الالكتروني للكلية أن اختيار اسم الكلية جاء لتكون كلية لجميع ابناء الوطن العربي على اختلاف اقطارهم وامصارهم وكذلك لتلبية التوجهات الحديثة في التعليم، حيث يتم المزج بين النظرية والتطبيق في التعليم العالي مع التاكيد على الجانب التطبيقي العملي اكثر من الجانب النظري الذي تقوم عليه الدراسة الجامعية التقليدية.
في جردة حساب عملت "اخبار البلد" على التوسع بالبحث فأخذت تقرأ عن الكلية الجامعية للتكنولوجيا فوجدت ما يثلج الصدر.. وجدت ادارة تعي مسؤوليتها المكلفة وتسعى للنهوض باسمها ورفعة سمعة طلابها.. فقد وضعت أهدافا عملت عليها لتجسيد رؤيتها وتحقيق رسالتها ، وأولى أهدافها كانت إتاحة فرص التعليم العالي التطبيقي على مستوى درجتي البكالوريوس والدبلوم المتوسط في حقول الهندسة، والطب، والمعلوماتية، وإدارة المال والأعمال، والطاقة، والفنون، والضيافة.
كما وفرت الكلية برامج تدريب بمستويات مختلفة في مجالات متنوعة وظيفية لتمكين الشباب من شغل فرص العمل المتاحة وتطويرها. وعملت على تمكين الطلبة المتفوقين خريجي الدبلوم المتوسط من متابعة تحصيلهم الجامعي. و التواصل مع الخريجين والعمل معهم لتبادل الخبرات والمنافع، ولبناء شخصية مميزة للخريج، وتعزيز إنتماء الطلبة والخريجين لكليتهم. وغيرها من الأهداف التي تعظم دورها المجتمعي .
وعلى نفس الجهة آمن مجلس امنائها وهم شخصيات وازنة وطنية لهم مكانتهم بأن الكلية مركز ابداع وصناعة جيل منتمي لوطنة، فقد عبر رئيس مجلس أمنائها الدكتور عبدالله الزعبي خلال كلماته العديدة الموجهة للخريجين ولأولياء أمورهم عن اعتزازه وفخره بكل كوكبة الخريجين الذين حملوا اسم الكلية وغذّوا سوق العمل بشتى احتياجاته وساهموا في بناء لبنة الانجاز والعطاء في المسيرة الاردنية الخيرة.
الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تضم العديد من الاقسام الاكاديمية والتخصصات منها :
المهـن الهندسـية والفنون التطبيقية ، المهن الطبية المساعدة ، العلوم الإدارية والمالية ،العلوم الاساسية واللغات ، الفندقة و السياحة ، دائرة البكالوريوس. وتسعى دائما لادراج العديد من التخصصات التي تواكب الحداثة والتنوع وحاجة السوق لكل جديد.
جدير ذكره أن المسؤولية المجتمعية للكلية تحظى باهتمام عمادتها وطلابها، فقد سجلت لهم سيرة حسنة في خدمتهم للمجتمع، فقام طلابها بالعديد من المبادرات الخيرية والاعمال التطوعية والافطارات الرمضانية للايتام ،واقامة فعاليات خاصة لأطفال غزة المصابين بالسرطان ومبادرات متواصلة في مستشفى الجامعة الاردنية وفعاليات توعوية وورش عديدة في شتى المجالات اقيمت في الكلية وخارجها.
اخيرا ما زالت الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تكسب الرهان لإيمانها بأن العمل والعمل وحده هو اوراق اعتمادها، فقد تمتعت عمادتها بصلاحيات واسعة حرصت على توظيفها لصالح دور الكلية في تطوير ادائها.