قبل ايام طالعنا خبر قيام رئيس المجلس القضائي رئيس محكمة التمييز القاضي محمود عبابنة بتكريم رئيس النيابات العامة السابق القاضي يوسف ذيابات وقاضيي محكمة التمييز السابقين ياسين العبداللات وحمد الغزاوي ، وهي خطوة مقدرة وحدث لا يجب ان يمر هكذا دون الوقوف عنده .. فالموظف العام بالعادة يأخذ كتاب تقاعده وقد تكون معها رسالة شكر على ما قدم خلال فترة عمله التي قد تتجاوز الثلاثين عاما في جو حزين يترك اثرا سلبيا لديه..
لكن خطوة المجلس القضائي بتكريم ابنائه والثناء على ما بذلوه من جهود خلال مسيرتهم في العمل القضائي خطوة اخلاقية وادارية وتقديرية نيرة لها ابعادها التي وضعها رئيس المجلس القضائي ، فهي تبث روح التفاؤل وتزرع الأمل في العاملين في السلك القضائي الذين ما زالوا في قمة عطائهم فيعطي الموظف جلّ وقته في سبيل مؤسسته التي ينظر رئيسها إليه بفخر واحترام وتقدير..
ومن جهة أخرى تترك للمتقاعد الحبل السري الذي يربطه بمؤسسته حنينا وتقديرا واعتزازا وعطاء آخر فيما لو طلب منه خدمة لاحقة، كما سيبقى يذكرها بكل طيب وحنين..
خطوة التكريم التي جرت في المجلس القضائي ليست درعا تكريميا ومغلفا يحوي رسالة شكر وتقدير فقط بل هي لفتة من ادارة حصيفة ونبيلة نابهة تعلم قيمتها الحقيقية .. فكان حرص رئيس المجلس على حضور جميع أعضاء المجلس القضائي واعضاء محكمة التمييز وهي لفتة لم تكن تبعد عنه بل وجعل الاحتفاء بالمتقاعدين نهجا وسنة لابد من مواصلتها وترسيخها.. .. فهو يعرف معنى التكريم بكل ما تعنية الكلمة من معنى..
المجلس القضائي قدم نموذجاً يحتذى لكل مؤسساتنا الحكومية والاهلية فلم نشهد تكريما كهذا التكريم المستحق.. والموظف في النهاية يريد كلمة طيبة وتقدير وعرفان لأنه سيبقى وفيا لمؤسسته ولسان لها ولن يتوقف عن العطاء وخدمة وطنه.