الإعلام الرسمي العربي.. تلميذ فاشل أمام إعلام المقاومة الفلسطينية المذهل في غزّة
الثلاثاء-2025-02-18 | 10:41 pm
الدكتور محمد أبو بكر
أخبار البلد -
وزارات الإعلام في غالبية الدول العربية هي مراكز موثوقة للكذب والتجهيل والتطبيل والنفاق، والدول المتخلّفة هي التي مازالت تعتمد وجود وزارات للإعلام، ونحن نعيش في زمن السموات المفتوحة، والذكاء الإصطناعي، وهذا الطوفان الإعلامي من كل حدب وصوب، والذي لا تستطيع أعتى الحكومات الوقوف في وجهه .
الإعلام الرسمي العربي أصبح مادة للسخرية والتسلية، حين مقارنته بغيره، فهو إعلام يجيد أصول التزوير ( عيني عينك ) وكأنّه يعيش في عالم آخر، هو إعلام مخصص لتكميم الأفواه، من يجرؤ على انتقاد الإعلام الرسمي في معظم الأقطار العربية ؟ حينها نكون قد ارتكبنا جريمة كبرى، توازي جريمة الخيانة، فالإعلام الرسمي له قداسته، وعظمته، وما يصدر عنه كأنه كتّاب منزّل ومنزّه، لا يجوز أبدا الإعتراض على محتواه .
إعلام شديد البلادة وربما ( الهبل )، لا يرغب بالتطور أبدا، يمارس دوره المطلوب في عمليات تجهيل واضحة، ولكنها فاشلة تماما، فالمواطن لا يثق أبدا بهذا الإعلام الذي يجيد التلفيق والتطبيل، والحديث عن إنجازات غير موجودة، ومواقف رسمية هي فقط للإستهلاك الإعلامي، وشوفيني ياجارة !
أجزم بأنّ القائمين على الإعلام الرسمي شاهدوا إعلام المقاومة الفلسطينية في غزة، وأجزم أيضا بأنّ الذهول قد أصابهم وهم يرون تلك الحالة الإعلامية التي لا يمكن وصفها، من حيث القدرة على التأثير، من مختلف النواحي وخاصة النفسية منها، وأقدّر بأنّ القائمين على الإعلام الرسمي بات لسان حالهم يقول .. إحنا شو بنعمل ؟
إعلام المقاومة الفلسطينية الذي يشاهده العالم أجمع من فوق الأطلال المدمّرة هو مدرسة بحدّ ذاتها، في حين أنّ الإعلام الرسمي مجرّد تلميذ فاشل، لا قدره لديه في الإبداع أو الإبتكار أو حتى التغيير، فهذه من المحرّمات في الإعلام البليد الذي يعاني جمودا وتخلّفا، ويخشى سيفّ الجلاد وسطوة الحاكم وسلطته، ونظرات رجل الأمن والقوانين التي تحاسب على النيّة !
إعلام المقاومة الفلسطينية أسطورة تروى، لم أشهد في حياتي كما رأيت مؤخرا في غزة، إعلام من بين الأنقاض لا منافس له أبدا، ومن يمتلك القدرة اليوم على السير في خطى إعلام يحظى بالثقة والمصداقية من العدو قبل الصديق ؟ فكلّ الشكر لرجال المقاومة الذين أصابونا بالذهول والإستغراب، وكذلك الإستمتاع بهذه الحالة الإعلامية التي تحدّث ويتحدّث بها العالم حتى هذه اللحظة .
وكما أبدع رجال المقاومة خلال خمسة عشر شهرا من القتال ضد العدوان الصهيو أمريكي، فها هو يبدع في رسالته الإعلامية التي ستبقى عالقة في أذهاننا، وسيبقى الإعلام الرسمي يلهث دون فائدة، لأنه لن يستطيع اللحاق، فهو عاجز ومعاق، وشخصيا .. أنصح الإعلام الرسمي بأن يستمر على ماهو عليه، فأنا أجده في كثير من الأحيان وسيلة للتسلية، والكذب .. ملح الرجال، ياحراااااام !