في واقعة صادمة تورط رئيس الأرجنتين الحالي، خافيير ميلي، في أكبر عملية احتيال باستخدام الميم كوين في التاريخ وساهم في تصفية 4.4 مليار دولار من المتداولين في خمس ساعات. بعد عملتي Trump وزوجته Melania يعتقد البعض أن الاحتيال بعملة LIBRA المنسوبة للرئيس الأرجنتيني حرق قصة عملات الميم السياسية نهائيًا وكذلك اقتص من سُمعة الرئيس الأرجنتيني الذي يتفاخر دائمًا بنجاحه في محاربة التضخم في الأرجنتين في فترة قياسية من خلال تقليل النفقات وتسريح الموظفين الزائدين عن الحاجة.

كل ما حدث في ليلة خسر فيها المتداولون 4.4 مليار دولار

في تمام الساعة 10:01 مساءً بالتوقيت العالمي، نشر خافير على موقع التواصل الإجتماعي X (المعروف سابقًا بتويتر) إعلانًا عن إطلاق العملة الرقمية الجديدة تدعى $LIBRA، والتي تهدف إلى "تعزيز اقتصاد الأرجنتين".

بطبيعة الحال، كانت ردود الفعل متشككة. اعتقد البعض أن حسابه قد تم اختراقه، بينما اعتبرها آخرون مجرد خدعة سياسية أخرى. ومع ذلك، عندما أكد العديد من السياسيين الأرجنتينيين صحة الإعلان. واندفع المتداولون الصغاركما يفعلون عادةً بلا تردد للشراء في محاولة للحاق بركب العملة قبل الصعود.

وفي دقائق، وصلت القيمة السوقية لعملة $LIBRA إلى 4.6 مليار دولار مع وصول سعر العملة إلى 4.6 دولار وهي قمة العملة.

وكما هو الحال مع أي عملة ميم لم يكن هناك مشروع للعملة أو ورقة بيضاء أو أي أساسيات مالية للعملة أو حماية للمستثمرين، فقط موقع ويب بسيط مصمم منذ ساعات قليلة يحتوي على رابط لنموذج استيان جوجل (NASDAQ:GOOG) وعلى الصفحة الرئيسية للموقع جملة مختزلة تقوم: "هذه العملة لتمويل المشاريع الصغيرة وتعزيز الاقتصاد الأرجنتيني". إلا أن الحقيقة كانت بادية منذ البداية ما هذه العملة إلا فخ سيولة للاحتيال وسحب السجادة وترك المتداولين الصغار ملقيين على ظهورهم بجيوب فارغة.

كشفت البيانات على السلسلة أن النطاق تم تسجيله قبل ساعات فقط من الإطلاق. لم يكن هناك مالك عام، وفترة تسجيل لمدة عام واحد، وحالات نطاق مقيدة متعددة. كل التفاصيل كانت تصرخ أن الهدف من هذه العملة هو الحصول على المال والهرب.

وبحلول الوقت الذي بدأ الناس فيه بالتساؤل عن شرعية المشروع، كان الأوان قد فات. وفقًا لبيانات من Bubblemaps، قام التجار المطلعون (Insiders) بسحب مبلغ ضخم قدره 87.4 مليون دولار في غضون ثلاث ساعات. وكانت 82% من العرض متمركزة في مجموعة واحدة من المحافظ.

ثم بدأ العرض..أو التفريغ الحقيقي.

في الساعة 10:40 مساءً بالتوقيت العالمي، وصلت LIBRA إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وعلى الفور، قام العديد من حاملي الكميات الكبيرة بتصفية ملايين الدولارات في دقائق، حيث قام البعض بسحب أكثر من 4 مليون دولار دولارلكل منهم. وقبل أن يكتشف السوق ما يحدث. كانت قيمة LIBRA هبطت إلى أقل من 600,000 دولار في القيمة السوقية، مما يعني أن 4.59 مليار دولار قد تبخرت.

كان البيع عدوانيًا لدرجة أن 27% من المعاملات فقط كانت مبيعات فعلية ورغم ذلك حدث الهبوط العنيف. وهذا يعني أنه مقابل كل من البائعين المطلعين الذين يفرغون ملايين الدولارات، كان هناك اثنان من المتداولين الصغار يشترون بشكل هستيري أثناء الانخفاض. تم تداول أكثر من 1.1 مليار دولار في الحجم، ولكن بحلول ذلك الوقت، كان الوحيدون الذين حققوا أرباحًا هم الذين دخلوا قبل أن يدرك العامة ما يحدث.

قام خافير بسرعة بحذف التغريدة التي أعلن فيها عن الإطلاق وحاول أن يبتعد عن الفضيحة. في منشور على إكس، قال باللغة الإسبانية:

"قبل بضع ساعات، نشرت تغريدة، كما فعلت مرات عديدة من قبل، لدعم مشروع خاص مزعوم والذي بالطبع ليس لدي أي علاقة به على الإطلاق. لم أكن على علم بتفاصيل المشروع، وبعد أن أصبحت على علم به، قررت عدم الاستمرار في الترويج له (ولهذا السبب قمت بحذف التغريدة). إلى جرذان الطبقة السياسية القذرة الذين يرغبون في استغلال هذا الموقف لإلحاق الأذى، أريد أن أقول أنهم يؤكدون كل يوم مدى دناءة السياسيين، ويزيدون من قناعتنا بركلهم في المؤخرة."

وبالطبع هزت هذه الكارثة السوق ككل بالأخص عملات الميم السياسية حيث هبطت عملة ترامب الشهيرة 500 مليون دولار من القيمة السوقية بين عشية وضحاها. وخسر سوق ميم كوين بأكمله أكثر من 6 مليارات دولار في أعقاب ذلك. قبل الانهيار، كان أكثر من 50,000 محفظة تحتوي على $LIBRA معظمها أصبحت الآن عديمة القيمة.

من وراء هذا الاحتيال؟

بدأ المحللون على السلسلة on-chain في الغوص في المحافظ وراء أكبر عمليات التفريغ، وهنا أصبحت الأمور أكثر قتامة.

كشفت البياناتعن تحقيق متداول مشهور يُعرف باسم LeBron 4.56 مليون دولار في يوم واحد فقط من LIBRA ،وفقًا لبيانات من Lookonchain.

تاريخ محفظته يشبه قائمة المشاريع الوهمية: حيث حقق 8.9 مليوند ولار من عملة ميلانيا MELANIA، وحقق 3.2 مليون دولار من TRUMP، و1 مليون دولار من عملة HARRYBOLZ (التي تم الترويج لها بعد استخدام إيلون ماسك هذا الاسم على موقع إكس).

كانت خطوته في $LIBRA نموذجية. حيث اشترى 128.8 مليون توكن مقابل 4,807.19 دولار بمتوسط سعر 0.037 دولار لكل توكن. وبمجرد أن ارتفع السعر، قام ببيع أجزاء من حيازته، محققًا عائدًا بمليونات الدولارات قبل ساعات من الانهيار الذي أطاح بالجميع.

انفجرت تويتر كريبتو بالغضب. قام المتداولون بانتقاد الاحتيال والأشخاص الذين يقفون وراءه. كتب أحد المستخدمين:

"هذه هي الطريقة التي تمول بها وكالة الاستخبارات المركزية نفسها الآن. ميم كوين هي مصدر قوتهم. ابتعدوا عن أي شيء غير موثق وقابل للانهيار. تمامًا."

وأضاح آخر:

"هل يمكننا التوقف عن تسمية هذه العمليات بـ 'الانزلاق'؟ لأننا بذلك نقترح أنها كانت غير متوقعة."

وقال متداول غاضب بشكل خاص:

"كيف تثقون بأحمق يبدو مثل ويلي وونكا بعد خمسة أيام من الإفراط في المخدرات؟ أنتم تستحقون الإفلاس. لا أعتقد أنه من الجيد أن يقوم رؤساء الدول بإطلاق عملات ميم."

وفي الوقت نفسه، قال مستثمر سولاناداركي:

"رأي غير شعبي، لكنني أعتقد أن $LIBRA كانت ما نحتاجه لوضع نهاية لعصر ميم كوين. كل متداولي الميم قد تم تصفيتهم. لتدخل الأموال الذكية أخيرًا في العملات البديلة وعملات الذكاء الاصطناعي."

حتى مؤسس ترونجاستن صن تدخل في الموضوع. معلقًا على منشور خافير، قال صن:

"أكنّ احترامًا كبيرًا للرئيس ميلي. أعتقد أنه يجب أن يتحمل بعض المسؤولية في هذا الأمر، وحث الجناة على إعادة الأموال إلى الضحايا وتحمل المسؤوليات القانونية المناسبة. حماية المستثمرين هي و واجب قانوني جدي للغاية، ويجب أن نأخذه على محمل الجد."

بنى خافير حياته السياسية بأكملها على مكافحة الفساد وإساءة استخدام السلطة الحكومية. الآن، أصبح اسمه مرتبطًا بأكبر عملية احتيال في تاريخ ميم كوين.

وقال أحد المتداولين معلقًا:

"جعل خافير حملته الانتخابية بأكملها حول وقف الفساد واستغلال الحكومة لسرقة الموارد. ثم، بمجرد وصوله إلى السلطة، يستخدم منصبه السياسي لإطلاق عملة رقمية لصالحه الشخصي، وربما لتحقيق أرباح بملايين الدولارات."

كاني ويست أمام الرئيس الأرجنتيني

قارن آخرون دفاع الرئيس الأرجنتيني بحجته "لم أكن أعرف" بعمليات الاحتيال السابقة التي ارتكبتها مشاهير. وسلطوا الضوء على المغني كاني ويست الذي رفض الحصول على ملايين الدولارات مقابل الترويج لعملة ميم احتيالية:

"نشر كاني عرضًا رفضه. ثم قام بالترويج لعملة انزلاقية، وقال إن حسابه تم اختراقه بعد الانزلاق. رأينا نفس اللعبة التي لعبها دين نوريس. نفس الشيء يحدث هنا: 'أوه، لم أكن أنا.' حتى آسانج فعل ذلك، حيث قام بسرقة 55 مليون دولار من DAO وتخلص من المجتمع بعد ذلك."