تمكن رجل ياباني في منتصف العمر يُعرف بـ"عم الثناء" من كسب لقمة العيش من خلال الوقوف في الشوارع، ومدح الغرباء مقابل مبلغ بسيط.
وجذب "عم الثناء" الأنظار في اليابان لأول مرة في سبتمبر من العام الماضي،عندما بثّت قناة Fuji TV فيلماً وثائقياً قصيراً عن "مهنته" الفريدة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنالرجل البالغ من العمر 43 عاماً كان يعمل سابقاً في شركة بمسقط رأسه في توتشيغي، لكنه في مرحلة ما من حياته، أدمن المُقامرة لدرجة فقد فيها وظيفته وعائلته.
سريعاً، تدهورت أحوال"عم الثناء"الصحية والمالية،ولم يتمكن من سداد القرض الذي كان يدفع من خلاله ديون بالقمار، وقطعت عائلته علاقاتها به، ليجد نفسه في الشوارع، غير أن هذه الفاجعة كانت لحسن الحظ دافعاً لنهوضه للتخلص من إدمانه على القمار وإعادة تقييم حياته بشكل أعمق.
ولطالما حلم هذا الرجل في منتصف العمر بأن يُصبح فناناً مُتجولاً، لكنه لم يكن يمتلك مهارات خاصة كعروض السحر أو الغناء، فاهتدى إلى فكرة مدح الناس مقابل المال.
وحسبما ذكرت صحيفة "أساهي شيمبون"، قال عم الثناء: "فكرت حينما أمدح الناس، سيكون هناك عدد أقل ممن يشعرون بالسوء"، ومن هنا بدأ بالتجول في شوارع طوكيو حاملاً لوحة مكتوباً عليها "أنا أثني عليك كثيراً!".
وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تبدو غريبة لكسب المال، لكن بالتمعن فيها، نجد أن الجميع يُحب أن يُثنى عليه، وأحياناً يحتاج المرء حقاً إلى بعض التشجيع، حتى لو جاء من شخص غريب تماماً، مثل ما يفعله بالضبط "عم الثناء".
ويشرح "عم الثناء" طريقته الفريدة تلك في الحصول على الأموال مقابل بضع عبارات مديح يلقيها على الغرباء في الشوارع، قائلاً: "الحيلة هي عدم المُبالغة كثيراً في المديح"، فعند لقاء الناس لأول مرة، يبدأ بمدح مظهرهم، ثم يتعرّف على جوانب جديدة ليُثني عليهم من خلال حديث ودي.
يضيف "العم الثناء": "إذا استمتع الطرف الآخر بذلك، فأنا أيضاً سعيد. لهذا السبب تمكنت من القيام بذلك على مدى السنوات الثلاث الماضية".
ورصدت صحيفة "أساهي شيمبون" مؤخراً موهبة "عم الثناء" عندما اقتربت منه فتاة صغيرة في شوارع طوكيو، ووصفها الرجل البالغ من العمر 43 عاماً قائلاً: "إنها مُبهجة ومُفعمة بالحيوية. لديها قلب كبير، وتتفاعل بشكل جيد ولطيفة. لديها القدرة على جذب الناس"، وبعد حوالي دقيقة من تلقي عبارات المديح، قالت الفتاة: "نادراً ما أتلقى الثناء بهذه الصراحة"، ووضعت 150 ين في صندوق تبرعاته.
غالباً ما يقف "العم الثناء" لساعات طويلة حاملاً لافتته، دون أن يقترب منه أي شخص لطلب خدماته، لكن خلال السنوات الثلاث التي مارس فيها هذه المهنة الفريدة، تمكن من الحصول على عملاء دائمين يتصلون به كلما احتاجوا إلى دفعة معنوية.
ووفقاً للصحيفة، فقد بدأ عم الثناء بعد انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي، في القيام "برحلات عمل" في جميع أنحاء اليابان، وقد سافر حتى الآن إلى 31 من أصل 47 محافظة في البلاد لمدح الناس. في المتوسط، يُثني على أكثر من 30 شخصاً يومياً، ويجني حوالي 10,000 ين (65 دولاراً أمريكياً).