أخبار البلد - يجري الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الاثنين الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في ظلّ معركة شرسة على ضفّتي المعارضة ومحور حزب الله، علماً أنّ المعارضة تسعى منذ ساعات الليل إلى محاولة توحيد الصفوف مع التغييريين والمستقلين لقطع الطريق أمام عودة الرئيس نجيب ميقاتي، وإن عنى ذلك التخلي عن ترشيح النائب فؤاد مخزومي، ودعم مرشح آخر هو الدبلوماسي نواف سلام.
ومن المتوقع أن تحمل الاستشارات اليوم الكثير من المفاجآت على مستوى أصوات الكتل البرلمانية والنواب المستقلين خصوصاً تلك التي لم تحسم موقفها وتعتبر بمثابة بيضة القبان أبرزها كتلة التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل التي تضم 13 نائباً، وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط التي تضم 8 نواب، ونواب مستقلين وتغييريين، وقد يعلن هؤلاء عن مرشحهم قبيل أو بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية.
وقالت أوساط المعارضة لـ"العربي الجديد"، إنها مستعدة للتخلي عن ترشيح مخزومي أو أن يسحب الأخير ترشيحه في حال توحدت الأصوات حول مرشح ثالث ذات مواصفات سيادية أبرزهم الدبلوماسي نواف سلام.
وبرز في ساعات المساء موقف لافت من شأنه أن يرفع حظوظ سلام ويجعله متقدماً على ميقاتي، بانسحاب النائب إبراهيم منيمنة. وقال منيمنة في بيان "التزاماً ببيان ترشحي لرئاسة الحكومة الذي أكدت فيه على الانفتاح على أي طرح يحقق المصلحة العليا لبلدنا وتطلعات شعبنا ويتماهى مع عناوينا السياسية والإصلاحية وخطاب القسم لرئيس الجمهورية، وبعد أن أفضت الاتصالات مع عدد من الكتل والنواب إلى التوافق على اسم القاضي نواف سلام بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، وبما يتحلى به من مناقبية وسيرة مهنية، أعلن سحب ترشحي لصالح القاضي سلام، داعياً الزملاء النواب إلى أوسع تأييد لهذا الترشيح بما يشكله من فرصة حقيقية لاستعادة دولتنا وإطلاق ورشة الإنقاذ".
ويعدّ الاستحقاق اليوم الأول لعهد الرئيس المنتخب جوزاف عون والأهم بالنسبة إلى التعاون المنتظر بين الرئاستين الأولى والثالثة والذي يحتّم أن يكون الرجلان منسجمين على مستوى المبادئ والبرامج الإصلاحية من أجل تلبية تطلعات الشعب اللبناني الذي يعوّل كثيراً على هذه المرحلة الجديدة من تاريخ البلاد.
ويخشى قسم كبير من اللبنانيين عودة ميقاتي إلى سدة رئاسة الحكومة التي من شأنها أن تشكل ضربة قوية للعهد الجديد والتعهّدات التي أطلقها الرئيس جوزاف عون والآمال ببناء دولة القانون والعدالة والمحاسبة خصوصاً أنّ ميقاتي يُعدّ من أبرز أركان الطبقة التقليدية الذي غابت عن كل حكوماته المشاريع الإصلاحية الإنقاذية.
ويأمل هؤلاء أن يلتقي النواب الذين يرفعون شعارات السيادة وبناء دولة المؤسسات على موقف واحد ومرشح من خارج المنظومة الحاكمة ودائرة شبهات الفساد كالسفير نواف سلام الذي يحظى بتأييد شعبي لافت، خصوصاً أن توزيع وتشتيت الأصوات على أكثر من اسم من شأنه أن يصبّ في صالح ميقاتي ويضمن فوزه.
وتنطلق الاستشارات النيابية الملزمة عند الساعة الثامنة بتوقيت بيروت مع رئيس البرلمان نبيه بري، يليه نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب الذي يمثل اللقاء التشاوري المستقل الذي انشق عن التيار الوطني الحر، ليتبعهما النواب المستقلين جميل السيد، وأديب عبد المسيح، وجان طالوزيان، وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري وجهاد الصمد وميشال ضاهر وشربل مسعد وبلال الحشيمي وغسان سكاف وإيهاب مطر وعبد الكريم طبارة وحيدر ناصر وإبراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان وسينتيا زرازير وملحم خلف وحليمة قعقور ونجاة عون والياس جرادة وفراس حمدان.
وفي فترة بعد الظهر، تجري المشاورات مع النواب المستقلين ياسين ياسين وجورج بوشكيان ونبيل بدر وميشال المر، يليهم كتلة القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع (الجمهورية القوية) وتضم 19 نائباً، وكتلة حزب الله (الوفاء للمقاومة) وتضم 15 نائباً، وتكتل التيار الوطني الحر (لبنان القوي) ويضم 13 نائباً، وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي (اللقاء الديمقراطي) ويضم 8 نواب، وتكتل الاعتدال الوطني ويضم 6 نواب، واللقاء التشاوري المستقل ويضم إلى جانب بو صعب 3 نواب، وكتلة نواب الكتائب وتضم 4 نواب، والتكتل الوطني المستقل وفيه 3 نواب، وكتلة التوافق الوطني وفيها 5 نواب، وكتلة تحالف التغيير وفيها 3 نواب، ونائبان عن كتلة نواب الأرمن.
كذلك، تضم كتلة التجدد 3 نواب من الذين سيسمون الرئيس المكلف في ساعات بعد الظهر، إلى جانب كتلة مشروع وطن الإنسان وتضم نائبين، ومن ثم الجماعة الإسلامية الممثلة بنائب واحد، لينتهي اليوم الطويل مع كتلة التنمية والتحرير والتي يرأسها نبيه بري وتضم إلى جانبه 14 نائباً.