حركة المقاومة حماس أصدرت اليوم بيانًا بلا طعم وبلا معنى، وحشرت أنفها في أزمة سوريا وما جرى من أحداث، وانسلخت من جلدها وباعت موقفها ومسيرتها، وهي تتجمل وتنافق ما جرى في سوريا مؤخرًا بتهنئتها ومباركتها للشعب السوري بالحرية، معتبرة أن نظام الأسد كان احتلالًا وكأنه احتلال إسرائيلي لغزة، وهي تعرف أكثر من غيرها أن الوحيد الذي وقف مع المقاومة ومحورها وتيارها كانت سوريا في عهد الرئيس بشار الأسد، الذي لم يبخل يومًا ولا ساعة وهو يدفع ويغذي المقاومة بكل ما هو يساعدها على البقاء والثبات والصمود وحماس تعرف أكثر من غيرها أنها انحازت إلى إخونجيتها وتنظيم جبهة النصرة والقاعدة وأخواتها بناءً على أوامر قيادتها الخارجية في قطر، والذي يبدو أنها أصدرت هذه التهنئة وهي تعلم بأن سوريا باعت الغالي والنفيس وهي تعطي وتمنح بسخاء وكرم غير مسبوق لحزب الله بكل ترسانته العسكرية وأسلحته التي دكت كل مدن الكيان الصهيوني كجبهة مساندة تدخلت لنصرة شعبنا في غزة، حتى أن حزب الله فقد نخبة قيادته العسكرية وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله ورفاقه المجاهدين وأبناءه الطاهرين وخيرة شعبه المناضلين، ممن تدمرت بيوتهم ومنازلهم ومستقبلهم دعمًا لمقاومة حماس وطوفانها ونضالها في غزة وفي كل مكان، لأنها مؤمنة بقضيتها ومؤمنة بضرورة دعم المقاومة.
ولكن ها هي حماس التي نعرف أنها مختطفة بقيادتها بعد رحيل سنوارها وكل قيادتها العسكرية تعود وتعلن براءتها من محور المقاومة الذي ورطته ودمرت كيانه وخلخلت استقراره كما نرى الآن، حيث فقدت سوريا الدولة والوطن ودخلها تنظيمات لا أصل ولا فصل لها، لا يجمعها سوى موالاة أمريكا والإخوان في تركيا وإسرائيل والغرب... نعم، حماس تنقلب على من دعمها ووقف معها وحرم وطنه في سبيل أن تبقى صامدة، فيما هي ومن أول حدث عادت إلى باطنيتها وخبثها كما هي دومًا لتغازل أوروبا الغرب وأمريكا التي طحنت كل غزة، وتقول إنها تبارك للشعب السوري نجاحه في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة، وكأن هذه الحرية صنعها الشعب السوري وليست 37 تنظيمًا إخوانيًا تكفيريًا إرهابيًا مدعومين من السلطان أردوغان الذي انبطح وخرس أمام العدوان والكيان ولكنه استأسد على سوريا... هذه هي حماس الجديدة التي صنعت طوفانها فأغرقت الجميع ودمرت شعبها وأهلها وناسها، وبعد كل ذلك تهرول من أجل أي اتفاق حتى ولو كان هزيلًا وتغازل كل المستعمرين الغرباء بمباركتها للحرية والعدل الذي هبط مع جماعة الجولاني وأخوته الذين، وللأسف الشديد، لا يختلفون عن بعضهم البعض.. حماس اليوم، وبعد أن دمرت حزب الله وقيادته ومقاومته ونضاله، تبارك لسوريا بنظامها الجديد الذي لم نسمع منه كلمة واحدة ضد أمريكا وعملائها، خصوصًا وأنه منذ اليوم الأول لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد قامت إسرائيل بقصف أكثر من 100 موقع استراتيجي في سوريا واحتلت القنيطرة أو جزءًا منها وجبل الشيخ السوري، وقصفت كل أنظمة الصواريخ الاستراتيجية ومخازنها وأسلحتها التي كانت تُنقل ليل نهار إلى لبنان التي كانت تقصف بها أرض الكيان ومستعمراته ومدنه.
فهنيئًا لحماس بالعدل والحرية ولنظام المقاومة الجديد في سوريا الذي نأمل، كما هم يأملون، بالوقوف مع القضية الفلسطينية وتحرير الجولان، ونخشى أكثر ما نخشى أن تبارك حماس رفع العلم الإسرائيلي في قاسيون ضمن مباركتها وتهنئتها بتحرير سوريا من النظام الذي لم يركع ولم يطبع ولم يبع المقاومة التي كان يُعتقد أنها مقاومة وطنية وليست تُدار من عواصم ويتحكم بها إخوان لا ذمة ولا ضمير لهم.