الأمثال الشعبية في توصيف الحالة الأردنية
- الإثنين-2012-04-09 | 09:21 am
أخبار البلد -
كما يُعتبر الشعر ديوان العرب فإنّ الأمثال مجمع خبرتهم التي وثّقت مواقفهم
الحياتية وتجاربهم التراكمية وما استنتجوا منها من دروس، والناظر لهذه
الأمثال يرى أنّها تغطّي معظم جوانب الحياة، وكأنّ الأولين لم يتركوا
للآخرين شيئا، وكأنّ كل ما يحدث حاليا له جذر ممتد في الماضي، وعبرة يمكن
التأسّي بها في الحاضر، ولذا قال الشاعر:
وإذا فاتك التفات إلى ما مضى فقد غاب عنك وجه التأسّي
والأمثال انعكاس لحال البشر، إن كان خيرا فهي وعاء ينقل الخير، وإن كان شرا فهي كذلك تخبر عنه.
وفي جعبة الأمثال ما يصف حالنا الماسخ الذي يراوح مكانه دون تقدُّم، وفي
ذلك يقول المثل "تيتي تيتي زيّ ما رحتِ زيّ ما جيتي" و"دُقّ الميّة وهيّ
ميّه".
وذلك بعد أن كان لنا آمال وتطلعات في حكومة العدل، ولكن على رأي المثل
"تشتكي لمين يا اللي أبوك القاضي"، فالقاضي لم يستطع فعل شيء يذكر "وايش
تفعل الماشطة في الوجه العكر".
ويوم بعد يوم نتأمّل بالإصلاح ومكافحة الفساد، والإصلاح يبقى على الورق
والفساد ملفات تحال إلى هيئة مكافحته، ونظلّ نجترّ أخبار ليلة القبض على
المفسدين ما بين حلقة التكفيل الأول إلى الحلقة العاشرة وما بعدها!
والمواطن الأردني صبور كريم ما زال ينتظر ويمني نفسه بوعود الإصلاح ويسامح
ويغفر "فأهل السماح ملاح"، وعليه أن "يضحك بعبِّه فاللي صحّلُه لم يصحّ
لغيره"، وعليه أن يأخذ بنصيحة المثل التخاذلي "اقعد على البحر وعدّ موجات
قال الجايات أكثر من الرايحات"!
أمّا نوابنا فيربطون الفرس مكان ما يقول لهم صاحبه، وعلى الكبسة يشتغلون
إذا "جنازة بيشبعوا فيها لطم وإذا عرس بيشبعوا فيه مرقة" وجوازات حمرة!
ويبدو أنّ الحكومات معجبة بآدائهم، فكما يقول المثل "قرد موالف ولا غزال
مخالف"، لذا قررت أن تقولب قانون الانتخابات الجديد على المقاس بما يكفل
تكرار التجارب القديمة.
أمّا الشعب فنرجو أن لا تكون ذاكرته قصيرة ويسير بقول المثل "الأسى ما
بنتسى" ويتبّنوا سياسة المثل "اثنان ما بنطاقوا..الدق والنطق"، فالحق يضيع
فقط عندما يسكت المطالبون به وتهمد قواهم.
ويبقى الحق أبلج والباطل لجلج عسى أن تتغيّر بعض أمثالنا وتنتقل لتخبر عن
فضاء الإيجابية والمبادرة والانتصار، فنعطي للأجيال القادمة ما يجعلهم
يفخرون بآبائهم وتاريخهم وأمثالهم.