في ظل الأوضاع السياسية المتدهورة في المنطقة، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة فرض خدمة العلم في الأردن كأحد الوسائل الضرورية لتعزيز قدرات الدولة وحماية أمنها القومي المنطقة تشهد اضطرابات متزايدة، بدءًا من النزاعات العسكرية التي تعصف بالدول المجاورة وصولًا إلى التوترات السياسية المتصاعدة بين القوى الإقليمية والدولية هذه الظروف تتطلب من الأردن اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على استقراره الداخلي وتعزيز جاهزيته لمواجهة التحديات الأمنية القادمة.
إعادة فرض خدمة العلم في الأردن يعد قرارًا استراتيجيًا، فهو لا يهدف فقط إلى تعزيز القدرات الدفاعية، بل يساهم بشكل كبير في تعزيز الوحدة الوطنية وزيادة الوعي المجتمعي بالتحديات التي تواجه الدولة في ظل الأوضاع الراهنة، يعد بناء جيش قوي وجاهز أولوية قصوى، وخدمة العلم تساعد في تحقيق هذا الهدف من خلال إعداد المواطنين عسكريًا ونفسيًا للدفاع عن الوطن في أي وقت.
تسهم الخدمة العسكرية في تهيئة جيل قادر على التعامل مع الأزمات، حيث يتعلم الشباب كيفية التصرف في المواقف الحرجة والتعامل مع التحديات بأكبر قدر من الانضباط والمسؤولية هذه الصفات لا تقتصر على المجال العسكري فحسب، بل تمتد لتشمل الحياة المدنية، مما يعزز الترابط الاجتماعي ويساهم في بناء مجتمع أكثر انضباطًا وتماسكًا.
أيضاً النظر إلى ما يحدث في المنطقة من حولنا يدفعنا لإدراك أن الأمن ليس مسألة عسكرية فقط، بل هو ضرورة وجودية الحروب في دول مثل سوريا واليمن، والنزاعات المستمرة في العراق وفلسطين، والتوترات السياسية بين القوى الكبرى في المنطقة، تجعل من الأردن في قلب منطقة غير مستقرة هذه الأوضاع تحتم على الأردن أن يكون في حالة جاهزية قصوى، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي.
إعادة فرض خدمة العلم سيضمن وجود احتياطي بشري جاهز في حالة الطوارئ، مما يجعل الدولة أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات الإقليمية والداخلية على حد سواء. كما أنه يعزز من قدرة الأردن على الردع ويبعث برسالة واضحة أن المملكة جاهزة للدفاع عن مصالحها وسيادتها في ظل التوترات المتصاعدة.
من ناحية أخرى، خدمة العلم تساهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع الأردني. الأجيال الشابة في حاجة ماسة إلى تجربة تعزز من روح الانتماء للوطن وتغرس فيهم مبادئ التضحية من أجله. خدمة العلم تحقق هذا الهدف من خلال إيجاد تجربة مشتركة تجمع الشباب من مختلف الخلفيات الاجتماعية والثقافية في تجربة واحدة تهدف إلى خدمة الوطن وحمايته.
أما على الصعيد الاقتصادي، يمكن لخدمة العلم أن تلعب دورًا في تقليل نسبة البطالة بين الشباب من خلال تدريبهم على مهارات جديدة قد تساعدهم بعد الانتهاء من الخدمة. التدريب العسكري لا يقتصر على الأسلحة فقط، بل يشمل الانضباط، القيادة، وتحمل المسؤولية، وهي مهارات يمكن تطبيقها في سوق العمل. كما أن توجيه الشباب إلى برامج خدمة مدنية في مجالات مثل البنية التحتية والتعليم قد يسهم في دفع عجلة التنمية الوطنية.
في الختام ، إن إعادة فرض خدمة العلم في الأردن لم تعد مسألة اختيارية، بل هي ضرورة ملحة تفرضها الظروف الإقليمية الراهنة والتحديات الأمنية التي يواجهها الوطن. هذه الخطوة ستعزز من قدرة الأردن على حماية استقراره الداخلي والدفاع عن حدوده، كما ستساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وانضباطًا. في ظل التهديدات المتزايدة، يجب أن يكون لدى الدولة جيش قوي وأفراد مستعدون للتضحية من أجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامته. الأمن الوطني ليس مسؤولية الحكومة فقط، بل هو واجب كل مواطن، وخدمة العلم هي الطريق إلى بناء هذا الوعي والمسؤولية المشتركة.