علموا أطفالكم السياسة

علموا أطفالكم السياسة
أخبار البلد -  


الفيلسوف الإنجليزي جون لوك كان أول من ربط فلسفة التربية والتعليم بالسياسة، حين تبنى وجهة النظر القائلة بأن الحكومات يجب أن تكون ممثلة لشعوبها من خلال انتخابها، وأن للشعوب الحق باختيار قياداتها ورؤسائها وحكامها، وحتى يتمكن الشعب من انتخاب ممثليه ومسؤوليه بصورة واعية ومسؤولة وذكية، يجب أن يكون هذا الشعب متعلما ومثقفا وملما بالأدوات التربوية والأخلاقية والمعرفية والفكرية القادرة على بلورة مواطنة واعية لدى الأفراد.
يعتقد جون لوك أن الإنسان يولد صفحة بيضاء فارغة ومستعدة لالتقاط الأفكار والمعرفة والمعلومات من البيئة المحيطة، من خلال عملية التعلم التي نجريها عبر استخدام حواسنا، ومن ثم تتلاقح الأفكار البسيطة لتشكل أفكارا مركبة تتشابك وتتعقد من خلال عمليات التعميم والتأمل والمقارنة.
كما أن الفيلسوف الأمريكي جون ديوي يعرّف المعرفة على أنها ليست مجرد معلومات خام يحتفظ بها الفرد لنفسه، وإنما هي أداة ووسيلة يستخدمها الفرد لحل المشكلات التي تواجهه.
استنادا على مثل هذه الفلسفات الصادرة عن كبار فلاسفة التربية ومؤسسي علم التربية والتعليم، أمثال كومنسكي وروسو وبيستالوتزي وفروبيل وسبينسر ومونتيسوري، يمكننا أن نحيك تصورا مرتكزا على أسس علمية فلسفية مفاده: أننا نستطيع بناء أوطاننا ومواجهة أنظمتنا الحاكمة، بل والصمود أمام ما يحاك لنا من مؤامرات داخليا وخارجيا من خلال أطفالنا.
لا يعد هذا نوعا من المبالغة ولا شكلا من أشكال التفاؤل الفائض، ذلك أن الإصلاح عادة ما يبدأ إما بالإصلاح السياسي هابطا السلم نحو بقية أركان الدولة، أو يحدث نتيجة ثورة شعبية تفرز إصلاحات شاملة ومتشعبة، أو أن الحركة الإصلاحية تتم من خلال تغيير وإصلاح الفلسفة التعليمية، مما ينتج عنه بالضرورة ضخ دماء نقية وجديدة في فكر وسلوك وتطلعات جيل كامل، يقوم بإحداث التغيير وقيادة الإصلاح لاحقا.
من هنا وجب علينا إدراك المغزى الحقيقي وراء المحاولات المقصودة التي تقوم بها بعض الدول المحكومة بنظم حاكمة مستبدة، من تهميش لدور مؤسساتها التربوية والتعليمية في بناء شخصية الأطفال وتطويرها، وما تمارسه تلك المؤسسات من تشويه للمفاهيم الأخلاقية والوطنية والدينية والفكرية، بصورة تؤدي إلى انسلاخ الجيل عن هويته وثقافته وقضايا أمته.
يأتي هنا دور الوالدين في التصدي لتلك المشاريع الرجعية التي تجسدها المدارس ويقودها الإعلام، والرامية إلى تحويل جيل كامل إلى معسكر موال للواقع المهيمن بأخطائه وآثامه، ونعوّل هنا على الآباء والأمهات من خلال كيفية تعاطيهم مع أبنائهم، في خلق جيل واع ومسؤول ومبدع وخلاق، وقادر على فهم معطيات واقعه بصورة سليمة وعميقة، ابتداء من الأصول والجذور مرورا بالتجارب والتاريخ، وصولا إلى الواقع وحيثياته، لاستشراف المستقبل وتجلياته.
علم طفلك أن الحياة والحرية والكرامة حقوق إنسانية أساسية للغفير قبل الوزير، ولا تفرض مبادئك وقناعاتك عليه، بل تسلل إليه من خلال الثغرات المعرفية الناتجة عن نقص الوعي والتجربة والخبرة لديه.
علمه أن يحدد هويته ويعتز بذاته، وأن لا يندمج مع الآخر ويتماهى معه بلا وعي، ولكن علمه بالمقابل أنه جزء من المجموع ومن الكل بحيث يتكامل مع الآخرين، ووضح له أهمية العمل العام وضرورة أن يكون فاعلا في المجتمع وغير منكفئا على ذاته، وضرورة أن يمزق شرنقة النرجسية والاعتقاد بأنه محور الكون، ليتمكن من التوافق مع الآخرين والتعايش مع ظروف البيئة المحيطة به بصورة نفسية سوية وسليمة.
علّمه احترام الكبير دون أن تفرض عليه الخضوع والإذعان له خلافا لقناعاته.
علّمه الصدق والأمانة في علاقاته الشخصية ومعاملاته اليومية، حتى لا يخون شرف الوطن والأمة لاحقا.
أنصت له بعناية قبل أن تطلب منه أن يستمع لك ولنصائحك وللآخرين وآرائهم، وتفهم احتياجاته واستوعب رغباته، حتى يستوعب الآخر وينفتح عليه، ويتقبل خلافه معه واختلافه عنه.
ناقشه ولا تقمعه حتى يتعلم كيف يناقش ويأبى الضيم ويرفض القمع، حاوره وأقنعه وأقر بخطئك حتى يتقن فن إدارة الحوار، ويستخدم المنطق ويتخلى عن المكابرة ويتحلى بالمرونة.
عزز ثقته بنفسه ولكن على أسس واقعية وأسباب منطقية مبررة، دون أن تفسده بالمديح والدلال حتى لا يتحول إلى طاووس يختال في الأرض مرحا.
علم طفلك كيف يصبح مبدعا من خلال التفكير الخلاق والنقد البناء بعيدا عن التلقين، ولا مانع من نقد الموروث ولكن مع الاحتفاظ بالثوابت الإنسانية، وافسح له المجال ليتعلم ويفكر ويعبر من خلال التجربة والوقوع في الخطأ والبحث والتقصي والدراسة والاستدلال والاستنتاج والاستقراء.
نحتاج في هذه المرحلة إلى تغيير مفاهيمنا التربوية فيما يتعلق بتربية أطفالنا، نحتاج إلى أن نكون معلمين نعلمهم معنى الحياة، وكيفية خوض هذه الحياة، وآلية الانسجام معها فقط وفق معايير إنسانية مقبولة، لا كيفما اتفق وكأننا نعيش لمجرد أن نعيش، لا نريد معلّمين لا يتقنون سوى خطاب التحفيظ والتلقين والعقاب؛ لأننا لا نريد تلاميذ لا يفقهون سوى ممارسة الذل والإذعان والخنوع.
شريط الأخبار رئيس هيئة الأركان: القوات المسلحة لن تتردد في التصدي لمن يحاول المساس بأمن الأردن الملك خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: فكرة الأردن كوطن بديل لن تحدث أبدا وزارة الخارجية: عودة شاحنات أردنية كانت قد احتُجزت في سوريا منذ قرابة شهرين الحكومة : خطط إجلاء للأردنيين من لبنان حال وقوع حرب شاملة نائب نقيب الفنانين عن فيديو دعيبس بدار المسنين : "غير راضيين عن المقابلة ونزوره كل اسبوع " ارتفاع أسعار الذهب محلياً 70 قرشا في التسعيرة المسائية إرادة ملكية بقبول استقالة أعضاء بمجلس الأعيان الملك يصل إلى مقر الأمم المتحدة لترؤس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين جيش الاحتلال ينفذ غارة جوية لمحاولة اغتيال قيادي رفيع في حزب الله في بيروت التعليم العالي: لم نتأخر بأصدار قائمة القبول الموحد وموعدها نهاية الشهر الجاري وهناك متسع من الوقت لدى الطلاب شركات تداول وهمية تسرق اموال الاردنيين وتختفي والمواطنون ( رجعولنا مصارينا) "بلبن" يستفز الاردنيين بأسماء اطباق خادشة للحياء العام أيهما قدّم للأردن أكثر: سميرة توفيق أم حكومة بشر الخصاونة؟! بيان رد من عشيرة الدعيبس الشوابكة بما يتعلق بالفنان حسين دعيبس أمهلت الصحة حتى 10/16.. قرار من نقابة الأطباء بخصوص "لائحة الأجور" النائب مشوقة: رفضنا دعوة السفارة البريطانية لدعمها الإجرام الصهيوني وخرق الأعراف الدبلوماسية مازن القاضي في اول تصريح.. ترشحي لرئاسة مجلس النواب مستمر والقرار بيد "الميثاق" الأردن .. ضبط 100 ألف حبّة مخدرات داخل حقيبة بمعبر العمري مجلس الوزراء يقر الأسباب الموجبة لمشروع نظام القيادات الحكومية لسنة 2024 الفناطسة: نفض الغبار عن أكبر مؤسسة مجتمع مدني تمثل 1.5 مليون عامل