من يود ان يرى قوة الحجة الأردنية وطريقنا المتبع في الدفاع عن القضايا التي يواجهها الأقليم والعالم بأكمله يتابع السياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني وأركان الدبلوماسية الأردنية في الخارج, ملاحظ ان قوتنا نشاهدها في المنابر العالمية والغرف السياسية الخارجية المؤثرة في السياسة الدولية, ونتحدث بما نرى انه يكون في صالح القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينة والتركيز الحالي على حرب غزة وما قام به الكيان الصهيوني من إجرام لم يشاهد مثله عبر التأريخ.
قبل أيام تابعنا مثالا قويا لأرادتنا القوية في الوقوف مع الملف المركزي وهو وقف هذا الإنفلات والهمجية والإبادة التي يقوم به كيان تعدى كل مسلكيات الدول, كانت جلالة الملكة بكل اتزان ورفعة الموقف امام نخبة من نخب العالم المتقدم والذي يعنى جيدا بحقوق الأنسان وقيم العدالة والعيش المبني على الأستقرار والحصول على سبل الأمان, كانت ترسم لهم بريشة بيد أم قبل ان تتحدث كملكة لوحة تفاصيلها أطفال غزة وأرامل ومسنين وجوعى ومبتوري الأطراف, لوحة رسمت بدقة ما يحدث الأن في منطقة يشاهد العالم بأكمله ما يحدث دون ان يكون لهؤلاء البشر من يدافع عنهم او يتحرك لوقف أبشع ما شاهده العالم, كما قالت الملكة » لكني أدعوكم لتتخيلوا لو أنكم اليوم أب أو أم في غزة, بدلا من أن تكونوا مجتمعين حول بحيرة كومو الجميلة».
وكان حديث جلالتها أمام منتدى أمبروسيتي في سيرنوبيو بإيطاليا بحضور رجال الفكر والسياسة والإعلام ولهم تأثير في صنع الفرار في دولهم، لهذا وضعتهم في تفاصيل ودقائق المعاناة التي يواجهها أطفال غزة بالذات وكيف أصبح وضعهم مع هذه الإبادة المروعة, 20 ألف طفل فقدوا أو اعتقلواوقصف خيمهم وحرقهم أحياءودفنوا تحت الأنقاض او في مقابر جماعية, لا مستشفيات ولا مدارس ولا غذاء ولا علاج وقصف مستمر لسبل النجاة وتدمير شامل للبنى التحتيتة وخاصة المستشفيات ومراكز الإيواء وتطرقت الى اننا «نرى شيئاً أكثر إثارة للقلق وفقدان الثقة بقواعد ومعايير اخلاقية لطالما افترضنا أنها تحكم عالمنا».
خاطبت أوروبا وهي التي وضعت نفسها نصيرا وداعما لحقوق الإنسان مما أوجد لها مكانة لدى الشعوب, اين أنتم عن رأي محكمة العدل الدولية عندما اعلنت أن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي،قالت بلسان شعوب هذه المنطقة ان هذا العالم اصبح خطيرا لعدم العدالة في تطبيق القانون الدولي على الجميع بنفس المستوىيقوم على مبادئ سيادة القانون والكرامة والعدالة وحقوق الإنسان.