محمد نبيل - رغم الحشودات الكبيرة والاستعراضات والاحتفالات والمهرجانات الصاخبة والحضور الغفير، ورغم الباصات الصفراء المحملة بالمقترعين التي ضجت بها شوارع عمان الثانية، وعلى الرغم أيضاً من أن قائمة "نمو" ضمت مرشحين من أصحاب الشخصيات عالية المستوى، الذين سبق لهم وأن تواجدوا أسفل قبة العبدلي مثل عمر النبر، ميادة شريم، وأمجد المسلماني وغيرهم، إلا أن "نمو" لم تستطع الصمود أمام "طوفان" قائمة جبهة العمل الإسلامي، التي اكتسحت دائرة عمان الثانية اكتساحاً باهراً.
هذا الاكتساح الاسلامي أعاد النائب أندريه الحواري كمرشح وفائز "عادي" أمام مرشحي الجبهة، والذي كان يتصدر المشهد الانتخابي بأكثر الأصوات على مستوى المملكة في كل مرة، لكن هذه المرة مختلفة كثيرا في ظل الطوفان، الذي أدى لخسارة كافة مرشحي قائمة "نمو" باستثناء الحواري.
الحواري الذي يعيش حالياً لحظات حزينة ومؤسفة لم تكن "لا على البال ولا على الخاطر"، صعق أيضاً عندما وصلته الأنباء التي تتحدث عن زميلته في القائمة ميادة شريم، المرشحة الأبرز عن مقعد الكوتا، والتي لم تستطع الصمود هي الأخرى أمام هذا الطوفان الأخضر الكاسح، وخسرت المقعد النسائي لصالحهم أيضاً.
بهذا، استطاع الإسلاميون "فرم" قائمة "نمو" فرماً، وفرضوا سيطرتهم على عمان باكتساح، ما أدى إلى تغيير المشهد الانتخابي بشكل جذري.
وفي ظل هذه النتائج الكاسحة، تتزايد التوقعات والتساؤلات حول مدى تأثير اكتساح الإسلاميين على التوجهات التشريعية في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل انحسار دور الشخصيات المستقلة والأحزاب الأخرى التي كانت تنافس بشدة على مقاعد البرلمان، حيث يتوقع أن تكون لهذه التغيرات تداعيات سياسية على الساحة الأردنية في الفترة المقبلة وتغييرات لافتة، لا سيما فيما يتعلق بالتحالفات النيابية والسياسات العامة التي سيتبناها الفائزون.