كما عرّف إيمانويل كانط الحرب باختراع إنساني، وفسّر ذلك بإرادة الطبيعة التي وُضعت في الجنس البشري لدفع البشر لوضع قوانين مقيّدة للحرية كي يتمكنوا من العيش بأمان.
وذكر جون غراي أن خصائص الحرب هي اجتماعية واقتصادية وسياسية. وعند كل تكنولوجيا تغييرية، تتبدّل خصائص الحروب. فالحروب التي تُدار بين الدول تهدف إلى تحقيق أهداف اقتصادية، أو استراتيجية، أو آيديولوجية، أو غيرها من الأسباب؛ كالسيطرة على إقليم ما لوضعه تحت سلطة ما، أو تغيير نظام اجتماعي أو سياسي قائم. وعندما سُئل آينشتاين عن موقفه من الحرب، كتب مصرّحاً: «لم أدّعِ يوماً أنني رجل سلام تام، فكل ما قلته هو أنني أفضّل السلام على الحرب وأريده، ولكي يحلّ السلام لا بدّ من وجود قوة تحميه».
وكانت الحروب على امتداد التاريخ مصدراً للمخاوف بشأن أخلاقيات الحرب بعد اللجوء إلى التفنّن في صناعة الأسلحة المتطورة الدقيقة وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، لكن في الوقت نفسه تكون الحرب ضرورة وشرّاً لا بد منه للدفاع عن البلاد. وللمفارقة في معظم الأحيان تكون الحرب متشابكة مع الاقتصاد، فكثير من الحروب مستند جزئياً أو كلياً إلى أسباب اقتصادية. لذا، وللمفارقة أيضاً وبالرغم من الظروف والنتائج السلبية التي تحملها، فإن للحرب نتائج إيجابية، حيث إنها تُحفّز البلاد وحكوماتها للإنفاق على إنتاج وبيع مزيد من الأسلحة والصواريخ والطائرات... وما شابه ذلك للجيوش، لتصبح هذه الصناعة في وقت الحرب سبباً لازدهار الاقتصاد والحدّ من البطالة، وغيرها من العوامل الاقتصادية الإيجابية، التي ولسوء الحظ، غالباً ما تتبعها فترة ركود.
أقدم حرب سُجّلت وكشفت عنها الآثار حدثت بمنتصف العصر الحجري في مقبرة 117 الأثرية، أو جبل الصحابة في وادي النيل، وحُدّد زمن حدوثها قبل نحو من 14.340 إلى 13.140 عام، في مكان قريب من الحدود المصرية - السودانية. تلتها فترة «العصر الحجري» التي تطوّر فيها الإنسان، وبدأت مع ظهور الزراعة، وانتهت عندما تطوّرت الأدوات والأسلحة المعدنية التي أصبحت واسعة الانتشار. وشهدت بداية العصر البرونزي (العصر النحاسي) إدخال النحاس في صناعة الخناجر والفؤوس... التي كانت باهظة الأثمان، وتلاه «العصر الحديدي» أو «العصر الكريمي»، الذي برز فيه استعمال الإنسان للحديد في صناعة الأدوات والأسلحة، ويُعدّ آخر العصور الرئيسية الثلاثة.
للحروب تأثير مباشر على الإنسان ما يجعله عرضة لكثير من الصدمات وردّات الفعل المختلفة، ما يزيد من فرص مشاكل الصحة الجسدية والعقلية والنفسية، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه في حالات النزاع «سيعاني 10 في المائة من الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث صادمة من مشاكل صحة عقلية خطيرة، وستتطوّر لدى 10 في المائة آخرين سلوكيات من شأنها أن تعيق قدرتهم على العمل بفاعلية». ويُعدّ الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، والمشاكل النفسية والجسدية مثل الأرق، من أكثر الآثار شيوعاً. كما تتغيّر كيمياء الدماغ الذي يبدأ في العمل بشكل مختلف، وهذا ما يُسمى «دائرة الخوف»، وهي آلة وقائية نمتلكها جميعاً.
كذلك تنعكس آثار الصدمات النفسية على الأطفال، فتكون سلبية وتسبّب قلقاً أو اكتئاباً، إذ يصبحون أكثر توتراً وانفعالاً وشعوراً بالخوف والفزع (الفوبيا)، كما تزيد من اضطرابات النوم لديهم مثل الأرق والأحلام المزعجة، ترافقها تغييرات سلوكية مثل التهوّر والعدائية والانسحاب الاجتماعي. وقد يصبح الأطفال الأصغر سناً أكثر تعلقاً بذويهم، بينما يُظهر المراهقون مشاعر الحزن أو الغضب الشديد.