*حدادين: الأحزاب الوطنية ستعزز المشاركة في الانتخابات لكن تفتقر إلى برامج واضحة مما يضعف تأثير حملاتها وأتوقع أن تصل نسبة التصويت إلى حوالي 35%.
*النمري: حالة استنكاف انتخابية رغم تحسن الإقبال التدريجي، والقوائم الحزبية الوطنية هي مفتاح تعزيز المشاركة وتغيير شكل الانتخابات.
*ذياب: لا يزال مبكرًا للتنبؤ بطبيعة البرلمان القادم
هبة الحاج- تشهد الساحة السياسية في الأردن حراكًا مكثفًا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في 10 سبتمبر المقبل، حيث تزداد التحليلات والمناقشات حول مدى تأثير الأحزاب الوطنية والمشاركة الشعبية في هذه الانتخابات، وقد قدم عدد من المحللين السياسيين رؤاهم لـ"أخبار البلد"حول هذا الموضوع، معربين عن توقعاتهم بشأن المشهد الانتخابي وتأثير العوامل المختلفة عليه.
في هذا السياق، علق الدكتور بسام حدادين، الكاتب والمحلل السياسي والبرلماني والخبير الحزبي، على الوضع الانتخابي الحالي، معربًا عن تفاؤله بشأن تأثير الأحزاب الوطنية على نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث يرى أن وجود الأحزاب الوطنية سيحفز الناخبين على المشاركة، متوقعًا أن تصل نسبة التصويت إلى حوالي 35% ومع ذلك، أشار إلى أن الأحزاب لم تنجح بعد في تقديم برامج انتخابية واضحة تركز على مضامين حقيقية، بل اكتفت بالتركيز على تقديم صور المرشحين وأسماء الأحزاب، مما قد يؤدي إلى ضعف تأثير الحملات الانتخابية في إيصال رسائل الإصلاح والتحديث إلى المواطنين.
من جانبه، أكد الخبير والكاتب والمحلل السياسي العين جميل النمري أن الأجواء الانتخابية ما زالت تعاني من حالة استنكاف بين المواطنين، على الرغم من تحسن الإقبال بشكل تدريجي، ويرى أن التركيز الرئيسي يجب أن يكون على القوائم الحزبية الوطنية التي تمثل التغيير الأبرز في هذه الانتخابات، مشددًا على ضرورة توعية المواطنين بأن لديهم صوتين يمكنهم استخدامهما، أحدهما للقوائم المحلية والآخر للقوائم الوطنية، مما يوفر فرصة إضافية لتعزيز المشاركة وتغيير شكل الانتخابات ومجلس النواب، مشيرًا إلى أن الجهود يجب أن تركز على توصيل هذه الرسالة لجميع المواطنين في الوقت المتبقي قبل الانتخابات.
في المقابل، أبدى الدكتور سعيد ذياب، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، تشاؤمه إزاء المشهد الانتخابي الحالي، معتبرًا أن الانتخابات تفتقر إلى الحيوية المطلوبة، وأرجع الدكتور ذياب هذا الافتقار إلى غياب الرؤية الواضحة والبرامج الانتخابية الحقيقية لدى المرشحين والقوائم المشاركة.
كما أشار إلى أن الأوضاع الإقليمية المضطربة تلقي بظلالها على الساحة السياسية في الأردن، مؤكدًا أن عدم الاستقرار في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على المشهد الانتخابي الداخلي.
وأوضح الدكتور ذياب أن التنافس بين الأحزاب السياسية لا يزال ضعيفًا، مشيرًا إلى أن غياب التنوع في البرامج الانتخابية يشكل تحديًا كبيرًا، مؤكدًا على ضرورة أن تكون البرامج الانتخابية نابعة من رؤى فكرية وسياسية واضحة، محذرًا من أن البرامج الحالية قد تكون مجرد مطالبات سطحية دون معالجة الجذور الحقيقية للمشاكل.
وفي ختام حديثه، عبر الدكتور ذياب عن تشاؤمه بشأن حدوث تغيير جوهري في الانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن الوقت لا يزال مبكرًا للتنبؤ بطبيعة البرلمان القادم، خاصة في ظل العوامل المتعددة التي قد تؤثر على ملامح هذه الانتخابات.