خاص- صمت مريب وعجيب في نفس الوقت بالطريقة التي تم التعامل بها في حادثة تسرب حامض الفسفوريك الأخيرة التي حدثت في مدينة العقبة، وللأسف الشديد، تجاهلت جميع وسائل الإعلام هذه المعلومة وتعاملت معها وكأنها حادثة عرضية أو حادث سير، علماً بأن القصة كبيرة والنتائج أخطر في مدينة كالعقبة، التي تكررت فيها للأسف الشديد مثل هذه الحادثة.
وعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة أو أكثر، واصلنا الاتصال مع المسؤولين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومع الجهات المعنية، وكل طرف يحاول توجيهنا إلى طرف آخر خوفاً من التصريح، حتى وقع بنا المطاف عند مفوض البيئة الدكتور أيمن سليمان، الذي رفض الرد على اتصالاتنا بالرغم من مراسلتنا له عبر الواتس آب، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن القضية حادث سير أو انقلاب شاحنة أو سيارة في شارع عام في العقبة، وعندما قمنا بالإصرار على معرفة ما جرى ولماذا يتم إخفاء معلومة تسرب حامض الفسفوريك، رد المفوض بشكل سريع بجمل مقتضبة على الواتس آب، وقال إنهم قاموا بإجراءات تنظيف وسَيُحوِّلون الشركة للقضاء، وطلب التواصل مع الناطق الرسمي مدير الإعلام فايز الفايز وعندما قمنا بالاتصال معه، وجدنا أن التصريحات متناقضة ومختلفة تماماً عن كلام المفوض، حيث قال إن القصة بسيطة ولا داعي للحديث عنها في وسائل الإعلام، وإنه سيخبرنا بأي معلومات لاحقاً.
كنا نتمنى من سلطة منطقة العقبة الخاصة أن تفكر بعقلية إدارة منفتحة لا تخفي سراً، وأن تكون صريحة وواضحة في معلوماتها وأخبارها، فلا داعي لتعيين مستشارين إعلاميين لا ينطقون، وحتى إذا نطقوا ينطقون بكلام مناقض لكلام المفوض، ومع ذلك، سنبقى مصرين تماماً على معرفة الحقيقة الغائبة أو المغيبة التي تحاول سلطة العقبة عدم الكشف عنها، ونتمنى أكثر من السلطة أن تنفتح على وسائل الإعلام.