هاشتاغ تصدر المنصات الاجتماعية بعد ان قام عدد كبير من مواطني قطاع غزة بتوزيعه وهو مطبوع على ورقة بيضاء فيها اشارة الكف الممزوجة بالدماء باللغتين العربية والإنكليزية ..
سئم ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حرب التدمير والقتل والترويع والتهجير والجوع والمرض والجفاف وانعدام كل مقومات الحياة ، بعد ان وصلت إلى شهرها العاشر ، ولا مكان للمواطنين يفرون او ينزحون اليه لتجنب القصف العنيف ، والابتعاد قليلا على لغة الموت التي تسيطر على كل اللغات ، لتضحي مدن واحياء قطاع غزة مدمرة بالكامل ، ولا مجال للعيش فيها على الإطلاق ..
غزة بتهمنا ، هكذا كتب المواطنون وهيئات اجتماعية وانسانية ، في إشارة إلى ان المدينة الساحلية التي تتصدر العناوين منذ بداية الحرب ، يجب ان تنهض وتعيش حالة ترميم وإعمار ، فهذا ليس واقعها الطبيعي ، الذي تستيقظ وتنام فيه يوميا على القتل والتدمير ، وصوت الطائرات والصواريخ ، وقصف المدافع والبوارج والسفن الحربية ، التي تقض مضاجع النوم للأطفال الصغار ، هذا ان كان هناك مساحة للنوم ، فلا أسرة ولا وسادات ولا ملابس ولا قماش ، كل ما في اليد والحيلة خيام ممزقة ، تهترئ بسرعة تحت أشعة شمس حارقة في صيف لاهب ، بعد ان واجهت الأمطار الغزيرة والبرد القارس في شتاء مر ثقيلا وصعبا وسط الفيضانات والسيول وانفتاح المصارف الصحية على مصراعيها متسببة بكوارث صحية هائلة
ان استغلال واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمحركات الإلكترونية ووسائل الإعلام المرئية والمتلفزة والمصورة ، هي وسيلة مهمة حتى يعرض ابناء القطاع معاناتهم ويصوروها على حقيقتها ، ومن هنا فمشاهد القصف والدمار والشهداء التي يتم تداولها عبر هذه الوسائل الاعلامية ، هي أفضل طريقة لنقل المعاناة على حقيقتها ..
لقد ظهر مواطنون في غزة في فيديوهات ، بعضهم يوزع البطاقات التي يتوسطها هاشتاغ ( اوقفوا الحرب..غزة بتهمنا )
ومواطنون آخرون من مختلف الأعمار ، شيوخ ورجال ونساء وأطفال يستلمون هذه الملصقات والسعادة تغمر وجوههم من اجل نشرها على الملأ على أمل ان تجد لها صدى ورد فعل مناسب لدى العالم ..
يعتبر الإعلام من اقوى وأفضل الوسائل والطرق التي يتم من خلالها إيصال رسائل القطاع ، لكن هذه الرسائل التي تصل ، في كثير من الاحيان لا تلقى الاهتمام ولا يتم الالتفات اليها ، ويبقى القتال هو السائد وسيد الميدان جائرة ومؤلمة وصعبة وشاقة، حرب غزة التي تتواصل بانتظام وبنسق تصاعدي متواصل ، ومن حق ابناء غزة ان يرفعوا اللافتات واليافطات ، وينشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، كل ما يحلو لهم من هاشتاغات ونداءات وصرخات تطالب بوقف الحرب ، ورفع الظلم عنهم ، والسماح لهم بالعودة للعيش في غزة ، لانها دولتهم وعاصمتهم وأرضهم وكيانهم والرئة التي كانوا ينتنفسون منها ، ويقدمون للعالم خيرة الطلاب والخريجين والعباقرة الناجحين ، والخبراء والمحترفين ، لكنهم اليوم يقفون عاجزين ، امام هذا العدوان الأشرس في تاريخ المعمورة عن قضاء حاجة حياة أساسية واحدة ..
هاشتاغ : أقفوا الحرب ..غزة بتهمنا …صرخة من عمق المأساة والكوارث والمجازر التي لا يتخيلها عقل بشري ، موجهة إلى كل الضمائر الإنسانية لوقف الحرب واعادة اعمار قطاع غزة ، الذي يهم شعب غزة ان يشاهده مرة اخرى ، امبراطورية جميلة وعاصمة لجنوب الساحل الفلسطيني ، غزة بتهمنا ..اوقفوا شلالات دمنا ، واحرصوا على أمننا وسلامنا وعيشنا وحريتنا وكبريائنا ، واعطونا خبزنا ومائنا وملحنا واغلقوا نوافذ جرحنا ..هكذا هو خطاب غزة للعالم ، فهل من مجيب ؟