النائب المخضرم صاحب السيرة والمسيرة المليئة بالإنجاز، والذي يمكن أن يقال عنه نائب وطن بكل حق وحقيقة، صالح العرموطي، يحتاج هذه الأيام إلى وقفة استرخاء وهدوء وسكينة ذهنية وراحة بال ليتم فيها حسم قرار يكاد أن يكون الأصعب والأخطر في مسيرة العرموطي هذه الأيام، والمتعلق بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
والتي كان العرموطي قد "قرفها" ومل منها وأوجعت قلبه وتفكيره عما شاهده وعاشه، وبعد أن برأ لسانه وهو يصرخ من خطورة ما يجري في ظل أن الجميع يرفض أن يسمع، فكان وللأسف الشديد يقاتل لوحده بدون غطاء أو دعم، لا بل هناك من يتآمر عليه ويضيق الخناق على مساحة الحرية التي كان ينحت منها صخر الجمر للمبادئ التي كانت ديدا ونهجاً لهذا الرجل الثابت الذي كان يقول "الحق لا يخشى أحد"، ولكن كان دوماً مع الوطن وثوابته...
"العرموطي" أعلن بتاريخ 5/2 أنه سيغادر هذه الحياة، ونقصد البرلمانية. أطال الله بعمره، بعد أن لملم ملفات الأسى، تاركاً التاركات بما حمل، وغير مكترث بأي شيء. المهم أنه بعيداً عن هذا الملعب الذي شهد العاب كثيرة، كان العرموطي يقف بوجهها بقدر ما يستطيع، حتى أصبح يصاع الريح ويواجه قوى الظلام، ولم يعلم أن قراره لم يعد قراره الشخصي، فالجماهير والقواعد الانتخابية ومعهم المناصرين والمؤيدين لم يسمحوا بكبيرهم وصوتهم وضميرهم أن ينسلخوا بعيداً ويتركوا العبدلي لآخرين، مما أجبروه وهو دائماً يحترم المتكلمين ويصغي للسامعين. هذا هو منطقه وهذا هو برنامجه.
ليعود مرة أخرى للتفكير في قرار الحرب، وما أصعبه من قرار، ولذلك يعيش اليوم في دوامة فكرية وعصف ذهني لا يعلمه إلا الله، فهو على قناعة أنه يحارب في غير وقته أو زمانه، ولكن لا يستطيع أن يتخلى عن كلمته ومبدأه وثوابته ونضاله وجهاده الذي قدمه بسنواته الأربعة، أرقى وأنقى وأتقى وربما أشقى ما عاناه تحت قبة البرلمان.
المعلومات المترشحة تقول إن الجماهير تبحث عن قائد وطني برلماني مخضرم، ذو موسوعة معرفية وطنية، ولم تجد خير من "أبو عماد" ليكون عماد البرلمان في دورته القادمة، التي تجري في ظل قوانين وقوائم ومنظومات تحديث. نأمل أن تكون نزيهة بدون عبث أو تدخل. فهل سيرجع صالح العرموطي عن رأيه الذي نحترم ويعلن: لا تراجع مع قضايا الأمة التي تحتاج فرسان مغاوير وأبطالًا لم يساموا على وطن ولم يبيعوا المواطن عند اول مطب .