لا شك أن نسبة الوفيات لدى الحجاج الأردنيين في وقفة عرفات كانت ملفتة للانتباه بشكل كبير، فأعداد الوفيات بالعشرات والمفقودين مثلهم، وتحول عيد الأردنيين إلى سواد وحزن وميتم كبير، ففي كل محافظة من محافظات الأردن كان هناك بيت عزاء، وللأسف الشديد لا نعلم من يتحمل هذه المسؤولية فمثلًا، وزارة الأوقاف ذات حكم عملها وتصريحاتها تنصب على أن هؤلاء الحجاج غير نظاميين، وكأن هؤلاء ليسوا أردنيين، فتحولت الوزارة إلى آلة حاسبة لعد الوفيات أو الذين حصلوا على تصاريح دفن، وللأسف الشديد أيضًا، تحولت القنصلية الأردنية في جدة إلى مكتب تجهيز جنائز لإصدار تصاريح الدفن وأشياء أخرى بسيطة.
أمام كل هذه المأساة والكارثة الجماعية التي ضربت الأردنيين في الصميم في يوم العيد، من يتحمل مسؤولية هذه الوفيات؟ ومن سيفتح تحقيقًا لهذه الكارثة؟ والسؤال الأهم: لماذا لم نسمع دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يتحدث ولو بكلمة واحدة عن هذا المصاب الجلل وهذا الموت الجماعي الذي لم يتكرر من قبل؟