لا أمن ولا إستقرار في المنطقة دون إعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه على تراب دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس. هذه الرسالة القديمة الجديدة ولكنها حتى الأن لم تصل إلى قناعات الزعامة الإسرائيلية.
وحاول الزعماء الإسرائيليون تغير عجلة التاريخ بالوقوف أمام إرادة الشعوب بدعم أمريكي متحيز، وقوة عسكرية متميزة بالشرق الأوسط، والحرب على غزة فضحت مخططاتهم وأفشلتها، وأصبحت الرواية الفلسطينية تترسخ في جميع أنحاء العالم وتثبيت كنعانية فلسطين التي تدحض الرواية الصهيونية المزورة.
وسياسة فرض الأمر الواقع هي السياسة الوحيدة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ، حيث لا تردعها الاستنكارات العربية. وبات من الضروري بلورة موقف فلسطيني يجبر الأمة العربية على أن تخرج من دائرة انتظار الصدقة الإسرائيلية في دفع المحادثات العربية الإسرائيلية.
لقد انتهى دور محاولة المحتل أن يظهر بصورة المنتصر دائما، ووصول الصواريخ إلى تل ابيب والقدس ينقل رسالة للإسرائيليين بأن الزمن يتغير وهو ليس في صالح إسرائيل.
ومن منطلق فهمنا للتاريخ، فإن له معبر واحد للشعوب المضطهدة المناضلة في سبيل تحقيق حقوقها وعيشها بطريقة كريمة، وهو الوقوف بحزم ضد الظلم والعدوان.
اليوم العالم يتضامن معنا، وهذا إنجاز كبير، لكن للأسف ما زال الدم ينزف والجثث المحترقة مبعثرة، وما زال الانقسام الحزبي يتفاقم. كل ذلك يؤثر سلبا على الحراك العالمي تجاه فلسطين. ومنذ اليوم الأول للحرب وحتى الآن، والأصوات تنادي بضرورة توحيد الجهود الفلسطينية، وهذا مطلب أساسي للاستمرار في مقاومة الاحتلال وحلفائه.
ويأتينا خطاب بايدن الانتخابي الذي يعترف فيه ضمنا بهزيمة إسرائيل الاستراتيجية، أي أن أهداف الحرب غير قابلة للتحقيق. والملفت للنظر أنه لا ذكر لأي طرف فلسطيني لما بعد الحرب، لا السلطة أو منظمة التحرير الفلسطينية، ولا رفض لدور حماس. وهو لم يتحدث عن دولة فلسطينية في حدود 1967 ولا عن الربط بين الضفة وغزة، إذا فالعنوان تهدئة بلا حل.
وإني أرى في هذه المرحلة مسارا جديدا في الحوار مستقبلا مع الإسرائيلين، حيث بات على الإسرائيلين إدراك حقيقة أن الشعب الفلسطيني ليس أقلية في دولة إسرائيل، وأن الشعب الفلسطيني شعب لهذه الأرض فلسطين، وأن القدس عروس فلسطين، وأن لا إله ألا الله، وأن لا وطن لنا غير فلسطين.
هذه الحقيقة التي يجب أن يدركها الإسرائيليون، وأن وصولهم إلى دولة بجوار الدولة الفلسطينية وعلى تراب فلسطين هو الشيء الذي تجاوز عجلة التاريخ، وأنها فرصة للكيان اليهودي أن يعيش بأمن الفلسطيني.
إن هذه الحقيقة ستبقى ما بقيت معركة التحدي إلى الوصول الحتمي والأكيد تاريخيا إلى بوابة الدولة الفلسطينية، تلك البوابة المحاطة بأسوار القدس القديمة، رمز نضالها ورمز بقاءها ورمز حريتها.
وأنهي بأننا على يقين ونثق بوعود الله، وهو القادر على جلب الأمن والأمان للعالم أجمعين.