وحضر القمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني؛ باعتبارهما أحد أبرز رواد حماية المحيطات، ولذلك لحرصهما على ضمان وصول الأردن إلى اقتصاد محيطي مستدام. فقد كان حب جلالة الملك للشعاب المرجانية أحد أهم المحاور الرئيسية للمناقشة، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على المحيطات خارج الأردن، وتطوير حديقة العقبة البحرية داخل الأردن. إذ تحظى الشعاب المرجانية في الأردن باهتمام كبير من قبل الخبراء العالميين نظراً لخصائصها الفريدة وقدرتها على الصمود أمام تأثيرات التغير المناخي. حيث حمت الأردن 26٪ من ساحلها المحدود، كما أنها تسعى إلى تطوير مركز عالمي للعلوم والتكنولوجيا البحرية يستقطب الخبراء الدوليين البارزين، وذلك بهدف التعاون لحماية المنطقة من تدهور المناخ، وتشجيع الابتكار، وتعزيز الوعي حول الدور المهم الذي تلعبه المحيطات في حياتنا وأثرها في الحد من تغير المناخي في الشرق الأوسط من خلال مشروع أكواريوم المخطط له.
ونظرًا لطبيعة الأردن بكونها ثاني أكثر بلد يعاني من ندرة المياه في العالم، فقد ركزت الجلسة الرئيسية في القمة الإقليمية للمحيطات على الاستراتيجيات والحلول المقترحة لتجاوز التحديات المرتبطة بذلك. وعلّق السيد أويف هوغ جولد، أستاذ الدراسات البحرية وعضو اللجنة الدولية للتغير المناخي بجامعة كوينزلاند، وأحد أهم الخبراء والوزراء البارزين الذين حضروا القمة قائلاً: "يأتي عقد هذه القمة وقت مهم للغاية. إذ أن التغييرات الدراماتيكية التي تحدث في النظم البيئية -مثل الشعاب المرجانية- تثير قلقاً كبيراً! علاوة على ذلك، فقد كانت هذه القمة فرصةً رائعةً للقاء المختصين في المنطقة، وتبادل الأفكار حول هذا الموضوع المهم".
وكان من أبرز المتحدثين الرئيسيين في القمة الإقليمية للمحيطات، راي داليو، مؤسس ومدير الاستثمار الأول وعضو مجلس إدارة Bridgewater Associates ومؤسس OceanX، وبيتر تومسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للمحيطات، وصاحب السمو الأمير ألبير الثاني، أمير موناكو، وبشر الخصاونة، رئيس الوزراء ووزير الدفاع في المملكة الأردنية الهاشمية. كما شارك في هذه القمة أكثر من 200 من القادة المؤثرين، وصانعي السياسات، ورواد في مجال حماية المياه والبيئة، ومستثمرين، ومنظمات غير حكومية، وعلماء من جميع أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، قال دانيال فرانكلين، المحرر التنفيذي وكبير المحررين في الولايات المتحدة لمجلة الإيكونوميست عن أهمية عقد هذه القمة: "لقد أسهمت القمة الإقليمية للمحيطات على تقارب العقول من جميع أنحاء العالم، وتوحيد جهودها لهدف واحد، وهو: استعادة صحة المحيطات. إذ إن النقاشات المثمرة والمفيدة التي تمخضت عن هذه القمة ستدفعنا نحو مستقبل أفضل لمحيطاتنا، بتطوير نهج المنطقة في استدامة المحيطات ونموها. كما كان حضور جلالة الملك عبد الله الثاني أثر هام في هذه القمة، إذ أظهر لنا من خلال تواجده قيادته والتزامه الدائم باستعادة صحة المحيطات وترك انطباعًا دائمًا على جميع الحاضرين".
هذا وقدمت القمة الإقليمية للمحيطات لمنظمة إيكونوميست إمباكت فرصة فريدة لتسليط الضوء على الفرص المميزة في المنطقة؛ تماشياً مع مهمتها لتعزيز النقاشات ودعم تطوير الحلول للمساعدة في الوصول إلى اقتصاد محيطي مستدام.