استضاف منتدى عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، الفنان السوري فايز قزق في حوارية بعنوان، " فايز قزق.. التجربة في المسرح: ممثلاً ومخرجاً ومدرباً"، للحديث عن تجربته الطويلة مع الفن، وخصوصا التجربة المسرحية، وأدارت الحوار مع الجمهور المديرة التنفيذية لمسرح الشمس حياة جابر.
واستعرض الفنان والمخرج قزق جانباً من سيرته الفنية في المسرح والتلفزيون والسينما على مدى أربعين عاماً، بحضور حشد من الفنانين والأكاديميين والمعنيين بالشأن الفني والمسرح، منوها إلى أنها كانت مسيرة جميلة جدا ومحفوفة بالمخاطر في نفس الوقت.
وأشار قزق إلى بداياته الفنية من خلال انضمامه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1976، حيث كان من المؤسسين كدفعة أولى، مبينا أن أساتذة المعهد آنذاك كانوا من الأكاديميين المعروفين على المستوى النظري والتطبيقي.
وبين أنه يشعر دائما بالسعادة عندما يجد طلابه يتفوقون في مسارات الدراما والتمثيل والاخراج، ولهم بصماتهم المميزة على خشبات المسرح والتلفزيون والمواقع التي وصلوا اليها، مؤكداً أن الفنان المسرحي هو الأقدر دائماً على التميز الابداعي أمام كاميرا التلفزيون والسينما.
وشدد قزق على ضرورة أن يكون الفنان متجدداً بشكل مستمر، وأن يبقى يحفز نفسه على التجدد الفني في جميع مراحل تجربته، مشيرا الى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الفنان عندما يقف على خشبة المسرح لأنه يؤدي رسائل مهمة يجب أن تصل إلى الجمهور الذي يتلقى تلك الرسائل والأفكار من خلال أداء جميع كادر العمل من فنانين ومخرج والمصممين والعمال.
يشار إلى أن الفنان فايز قزق بدأ مشواره الفني على خشبات المسرح، فأجاد فيه العديد من الأدوار التي أكسبته خبرة كبيرة في كيفية تقمص الدور، ومنح الشخصية بعضا من روحه وطاقته. لكنه لم يتوقف عند خشبة المسرح، فقد انطلق منها السينما والشاشة التلفزيونية، ليبدع في هذين المجالين بطريقة لافتة.
أداؤه الاستثنائي في "رسائل شفهية" في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والذي جاء من تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، لفت الأنظار إلى الطاقة الكبيرة التي يتمتع بها، وقدرته الهائلة على إيصال الرسالة للجمهور، فتوالت بعدها أدواره المختلفة، والتي توجته نجما كبيرا في عالم الدراما.
ويتميز الفنان قزق، بأدائه العميق والمؤثر، وقدرته الفائقة على اختيار الدور ومنحه أبعادا إضافية، خصوصا أنه من عشاق الشخصيات المركبة التي يصعب التكهن بمساراتها. لكن كاريزما الممثل التي يتمتع بها تعينه كثيرا في النجاح بأدائها.
وخلال عقود طويلة من الجهد، استطاع قزق أن يكون حاضرا في كل بيت عربي عبر عشرات الأدوار، والتي أراد أن تكون منوعة، لا أن يختبئ خلف نمط معين من الأدوار. لذلك، فالمشوار المهني له، جاء علامة فارقة لنجم استثنائي، أحبه الجمهور، تتبعوا أدواره باستمرار.