احزنني قول مدير الامن عن الشرطي احمد ماجد الخزاعلة الذي طُعن في حراك الطفيلة لم يسأل عنه احد كأنه ليس من أبنائنا.
نفهم الحراك اينما كان انه تعبير عن حرية الرأي في قضايا عامة وانه تعبير عن مطالب شعبية لاصلاح حالة سياسية واجتماعية وان اساسه الافكار والعناوين التي تطرح للتداول والحوار.
والتحدي امامنا في الاردن مواطنين ونشطاء سياسيين ومسؤولين في الدولة, كيف ننضج مشاريع الاصلاح وقوانينه بأسرع وقت وبتوافق وطني, وكيف نرسم طريق المستقبل نحو الديمقراطية بخطى ثابتة. وكيف نجنب بلدنا ايضاً مخاطر العنف والصراعات الداخلية التي تعيق الاصلاح وتبدد الثقة بين الدولة ومواطنيها.
ندرك ان الحراك ليس سوية واحدة وانه شارع يدلف اليه من يعنيه الاصلاح حقاً ومن يعنيه تعكير الاجواء ومن لديه مرارات خاصة لا علاقة لها بالحراك ايضاً, أو من يدفعه سوء احواله الى الغضب على كل شيء وأي شيء.
فهناك من يتطاول على كادر الشرطة الذي اثبت عبر آلاف الحراكات انه ايضاً مع الاصلاح الذي يحفظ حياة الناس وسلامة البلاد وامنها ويحفظ دماء الناس وممتلكاتهم وانه خلافاً لكافة اجهزة الشرطة في المنطقة لم يستخدم القوة او السلاح كوسيلة للتعامل مع المحتجين سواء لمطالب وظيفية أو مطالب سياسية وان قيادته وافراده بتوجيه من جلالة قائدهم تصرفوا كأبناء للاسرة الاردنية الكبيرة, مكلفون بحماية اخوة لهم في هذه الاسرة, على حساب راحتهم ووقفاتهم الطويلة وتعرضهم للخطر, فهم فريق من ذات الفريق, مكلف بواجب يتصل بالحفاظ على سلامة المسيرة وحفظ القانون ومنع الشطط والحفاظ على سلامة وأمن الحراك.
تميزنا بأن أمننا ليس ناعماً فقط, ولكنه وطني بامتياز وانساني وهناك في الساحة من لا يعجبه ذلك ويبحث عن رائحة الدم والضحايا, لتبدو الصورة وفق ما يشتهي هذا النفر خلافاً لما ارادته قيادتنا وما تجهد لترسيخه في السلوك الامني, اجهزة الامن والقوى السياسية الواعية.
لقد طُعن افراد الشرطة اكثر من مرة نذكر تظاهرة السلفيين والسيوف المشرعة, وطعن الشرطة تحت الابط, ثم الحادثة الاخيرة الطعن في الرقبة دون أي مبرر, فهناك من يريد للعنف أن يصبح الحالة السائدة في التعامل تسريعاً لحالة يتمثلها البعض ويسعون اليها, لا يريدون للحراك ان يبرد ويسعون الى تسخينه باسالة الدماء, فطعن الشرطة أو سواهم طعن للحالة السلمية التي تميّزنا بها وقدرها العالم لبلدنا..
نحن لا ندعو لمناهضة العنف الذي يوجه لرجال الامن فقط ولكن لمناهضة جميع انواع العنف التي تنشأ بفعل الحراك سواء كانت ضد مواطنين او رجال أمن أو ضد ممتلكات عامة, ففي الفوضى تضيع المعاني النبيلة وتتعطل لغة الحوار ويفقد كل من يستخدم العنف مصداقيته.
الشرطي الذي طعن ابن الاردن كما الناشط في الحراك ومن يعتدي بالعنف والسلاح على شرطي أو على مواطن محتج يجب أن يطاله القانون، ويمثل امام القضاء الذي له الكلمة الفصل، الحراك لا يلغي حق القانون في ملاحقة المسيء، سواء كان في الحراك أو غير الحراك، فالحراك ليس امراً مقدساً، الوطن وسلامته واستقراره وسلامة الناس جميعاً فيه، هي الامر الذي يصل الى حد القداسة.
وكما نستهجن طعن الشرطة، نستهجن، تصعيد الألسنة الجارحة، التي تتناول رموز الوطن، ونستهجن ظاهرة التعرض الاجتماعي للحراكات بوسائل العنف.
فالعنف، يمر بشوارعنا، ومرافقنا التعليمية ومؤسساتنا الطبية والجامعية، وهناك مزاج عام يرى في ليونة الدولة، مبرراً للعنف، فلننزه نشاطنا السياسي، وطرائق التعبير عن مطالبنا الوطنية عن العنف، حتى لا ينقلب العنف الى نار تأكل المجتمع، وتخدم الهدم وليس الاصلاح، والشواهد كثيرة من حولنا.
لا تصدقوا، ان هناك فوضى او عنفاً خلاقاً، هذه من تخريجات كيسنجر، الفوضى تخدم المحتلين لتنفيذ مخططاتهم، فعندما يتعلق الأمر بالاوطان، الفوضى دائماً هدامة، واشد ادواتها هدماً، اللجوء الى العنف، ونسأل الله السلامة، لرجل الأمن الجريح، والسلامة لمسيرتنا الوطنية من كل ما ومن يسيء اليها.