على حين غرة، وجدت نفسي وأنا اترجل من سيارتي وجهاً لوجه، مع الكبير قدراً وقيمة وبلا ألقاب، عبد الرؤوف الروابدة، فسارعت إلى السلام عليه، غامراً إياه بذراعي قائلا: كنت أعرف أنه يوم سعيد.
قال لي بعد أن عرفني: وينك يا رجل.. زمان.. زمان والله.
حقاً زمان يا دولة الرئيس، زمان على الكبار من أمثالك الذي أثروا حياتنا زهواً ومعنى، الذين إن أحبوا غمروا؛ وإن خاصموا، خاصموا بشرف، وامتلكوا رؤيا للوطن والأمة والمستقبل.
الذين حتى لو اختلفت معهم، تحترم فيهم إخلاصهم وما قدموا وما كانوا يزمعون أن يقدموا.
حقاً زمان، منذ آخر لقاء جمعنا قبل سنين، قبل أن تتراجع الصحافة ويبرز المؤثرون على صفحات التواصل الاجتماعي، ويتكاثر الديجتاليون الذين قلت مرة "أنهم لا يصلحون كساسة وصناع قرار"، وتظهر الكنافة، حتى الكنافة، بنكهات، والسياسات كأنها الماء "بلا لون ولا طعم ولا رائحة".
لو طال الوقوف على قارعة الطريق، على قارعة المعنى، كنت سأسأل دولته عن حقيقة المشكلة عندنا.. هل ما زالت الأزمة كما حددها ذات محاضرة في اربد، قبل سنوات، أزمة إدارية، قبل ان تكون سياسية او اقتصادية، "فقد تراجعت الادارة، سواء العامة منها أم المحلية، وتكاد تكون خلت من رجال قادرين على اتخاذ القرارات، وإطلاق الابداع؛ تحسباً من المسؤولية والمحاسبة، وخشية من أن يكونوا خرجوا عن توجهات وزراء ومسؤولين في غالبيتهم، يفتقدون الى الخبرة".. فهل اتسعت الأزمة؟ أم انها اصبحت مشكلة الكترونية؟ وكيف تحل؟ أم أن هكذا كلام يبدو لغيرنا، من نمط الطعم القديم للكنافة و" الحامض حلو"؟.
ولذكرته ما قاله بعدها: "أَكَلْنا رجالَنا، ولم يبق على الساحة من يقول لا".
في مهرجان، كمهرجانات هذه الأيام، من الصعب أن تحدد هل ما يلمع ذهباً.. أم انه مجرد بريق سيختفي بمجرد ان يفصلوا الفيش ليعم الظلام.
ومثلنا، حري بان يفتقدك يا دولة الرئيس ويفتقد من هم مثلك من قامات نحترمها ونجلها، والله زمان.. زمان.