رأت صحيفة واشنطن بوست أن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، تشهد عملية إعادة هيكلة بعد قبول الرئيس محمود عباس استقالة رئيس الوزراء محمد اشتية وحكومته. ويمثل هذا مسارا محتملاً لتنشيط الحكم الفلسطيني، وهو ما تقول واشنطن ودول أخرى إنه أمر ضروري للسلطة الفلسطينية لتتولى دورا كبيرا في غزة ما بعد الحرب.
واعتبرت الصحيفة "أن قبول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استقالة رئيس وزرائه وحكومته، اليوم الإثنين، هي خطوة تفتح الباب أمام تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة في الأراضي الفلسطينية، حيث تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب من أجل أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا في الإدارة طويلة المدى لقطاع غزة بعد الحرب".
استقالة الحكومة خطوة تفتح الباب أمام تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة في الأراضي الفلسطينية، حيث تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب من أجل أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا في الإدارة طويلة المدى لقطاع غزة بعد الحرب
وأشارت الصحيفة إلى الأسباب التي دفعت بالحكومة إلى الاستقالة، فنقلت عن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية قوله إنه قدم عرض الاستقالة بسبب "التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الهامة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية في غزة والعنف في الضفة الغربية والقدس، وإن المرحلة المقبلة وتحدياتها تتطلب حكومة جديدة وترتيبات سياسية تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد في قطاع غزة والوحدة الوطنية والحاجة الملحة لتحقيق التوافق الفلسطيني”.
وتقول الصحيفة "إن إدارة بايدن دفعت نحو إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية لإدارة غزة وتولي المسؤوليات الأمنية بعد الحرب، لكن الفكرة لا تحظى بشعبية لدى الحكومة الإسرائيلية وحتى العديد من الفلسطينيين”.
وتوضح واشنطن بوست أن الحرب في قطاع غزة دفعت إلى بذل جهود دولية لبث حياة جديدة في السلطة الفلسطينية المحاصرة. وفي الأشهر الأخيرة، قام مسؤولون أمريكيون بزيارات مكوكية إلى رام الله، لمناقشة سبل إضفاء الشرعية على الهيئة الحاكمة هناك حتى تتمكن من لعب دور قيادي في غزة بعد الحرب.
يرفض بنيامين نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، إذ تقوم خطته على تسيير كيانات محلية الإدارة المدنية في القطاع
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم "إنهم لم يقدموا طلبات محددة لكنهم يشجعون قيام حكومة تكنوقراط وتعيين رئيس وزراء جديد مفوض للعمل جنبا إلى جنب مع محمود عباس”.
لكن الصحيفة تتوقف عند رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دور السلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، حيث إن خطته "لليوم التالي” تقوم على أن إسرائيل تريد رؤية "كيانات محلية ذات خبرة إدارية لتسيير الإدارة المدنية”. من هنا ترى الصحيفة أنه لا تزال هناك عقبات كبيرة بعدما قالت إسرائيل إنها لن تقبل بحكم السلطة الفلسطينية على غزة في أي سيناريو بعد الحرب وأنها تعارض بشدة دعوات واشنطن لإقامة دولة فلسطينية.