شيرين المساعيد
يبقى الكلام كلاماً حتى تثبته الأفعال ، الافعال هي التي ترسخ المواقف الثابتة، واصدق المشاعر هي التي تتحول من قول الى فعل ،
لذلك لم يكتفي سكان "حي الطفايلة" في عمان بالتعبير عن غضبهم لما يحصل من عدوان همجي غير اخلاقي وغير انساني لأخواننا في غزه بالمسيرات والهتافات ، فقرروا تغليف كلماتهم بالصدق ليقوموا في شراء سيارة أسعاف لأيصالها الى غزة عن طريق معبر رفح .
" حي الطفايلة " الذي يبعد سكانه كل البعد عن البرجوازية والترف لم يتوقف في وجه سكانه عُسر الحال بل كانت المشاعر اقوى واصدق من الظروف المادية ليشاركوا الاطفال في فتح حصالاتهم ، والامهات في بيع المصاغ الذهبي الخاص بهن، ورب الاسرة الذي كان من الممكن ان يوفر العشرة دنانير ليصرفها على مدار اسبوع ، في جمع التبرعات ابتدءاً من 5 قروش وصولاً لمبلغ مادي يسمح بشراء سيارة اسعاف وتجهيزها بالكامل وايصالها بأنفسهم الى القطاع ، بالاضافة الى مساعدات غذائية وطبية اخرى .
هذه المبادرة من الحي البسيط الفقير ماديآ المُشبع بالانسانية والكرامة التي يفتقر لها العدو الغاشم ، ليوصل رسالة الى العالم عن مدى وقوة تلاحم الاردنيين بأخواننا في فلسطين عامتاً وفي غزة خاصتاً ، وتقديم الدعم بأضعف الايمان .