تصادف هذه الايام ذكرى اعدام كوكبة من رجال الكرك على يد العثمانيين عام 1910 وهم ساهر المعايطة, درويش الجعافرة, علي النوايسة, منصور وخليل ذنيبات (اعدموا في سجن دمشق) وفجيج وعاتق الطراونة, عبدالغني وسليمان البطوش, منصور بن طريف, ذياب الجلامده, سالم المحادين, وغيرهم ممن اعدموا في قلعة الكرك..
وكانت القوات العثمانية قد قتلت حوالي تسعين ثائرا من قبيلة واحدة هي قبيلة المواجدة في قرية (عراق الكرك).
وفي التفاصيل, ان اهالي الكرك قرروا الاحتجاج على السياسات العثمانية فيما يخص الضرائب والتجنيد الاجباري لحرب البلقان, فواجههم الوالي التركي بالحديد والنار والاعتقالات, فاجتمع شيوخ الكرك من كل المناطق واطلقوا ثورة عارمة بدأت في قرية (العراق), حيث تمكن الاهالي من ابادة القوة العثمانية عن بكرة ابيها, قبل ان تعم الثورة في كل مكان وتقتل المئات من العسكر التركي..
وقد اشتهرت آنذاك اهزوجة شعبية لا يزال الكركيون يرددونها في الاعراس وغيرها (سامي باشا ما نطيع, ولا نعد رجالنا.. حنا النشامى مصيتين ذبح العساكر كارنا..)
وكان رد الاتراك العثمانيين قويا وواسعا حين جردوا على الكرك حملة عسكرية غير مسبوقة في الشرق العربي كله, انتهت بمذابح جماعية وخسائر فادحة ايضا في صفوف المعتدين الاتراك.. ويقال ان الاتراك عمدوا ايضا الى تسميم قادة الثورة وعلى رأسهم قدر المجالي بعد اسرهم ونقلهم الى سجن دمشق عام ..1913
ويذكر, كذلك, ان اهالي الكرك سبق وواجهوا قبل ذلك بعقود قوات ابراهيم باشا في معارك استمرت لسنوات بعد ان لجأ اليهم زعيم جبل نابلس, قاسم الاحمد هربا من ابراهيم باشا ورفض زعيم الكرك آنذاك, ابراهيم الضمور تسليم الاحمد مقابل افراج قوات ابراهيم عن ولديه اللذين قتلا على اسوار القلعة انتقاما من هذا الموقف وملخص القول, ان التاريخ الشعبي لهذه المنطقة مثل اهالي الكرك التي كانت تضم الشوبك ونواحيها ايضا, حافل بالذكريات الكفاحية ضد الاتراك الذين يخططون كما يبدو للعودة ولم تغادرهم الاحلام الاستعمارية القديمة..