شدد رئيس بلدية ولاية اسطنبول التركية أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" المعارض للرئيس رجب طيب أردوغان على أن "مشكلة الزلزال في اسطنبول هي مسألة حيوية"، مذكرا بالزلزال الذي ضرب وسط وجنوب غربي البلاد وشرقه العام الماضي، وأدى لمقتل أكثر من 50 ألفا.
وأضاف أكرم إمام أوغلو، الذي يستعد للترشح لرئاسة بلدية اسطنبول للمرة الثانية في الانتخابات البلدية التي ستشهدها تركيا أواخر مارس المقبل، أن "زلزالاً مماثلاً لزلزال العام الماضي ينتظرنا هنا في اسطنبول على الباب ويشكل تهديداً كبيراً بالنسبة إلينا".
وجاءت تصريحات رئيس بلدية اسطنبول قبيل أسابيع من الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا يوم السادس من فبراير من عام 2023 الماضي والذي قتل نحو 50 ألف شخص ونجم عنه آلاف الجرحى ودمار هائل في البنى التحتية في 11 ولاية تقع وسط وجنوب شرقي البلاد وغربه.
وقال رئيس بلدية اسطنبول في تصريحاته قبل يومين، إن "اقتراب الذكرى السنوية الأولى والأليمة لزلزال العام الماضي، يجعل من الواجب الاستعداد لمواجهة زلزال إسطنبول المحتمل"، مشيراً إلى أن "عائلات ضحايا زلزال فبراير يواجهون مشاكل عميقة تحتاج لحلول".
وتعليقاً على ذلك، رأى الخبير الجيولوجي التركي أردال شاهين في حديث لـ"العربية.نت" أن "تحذيرات رئيس بلدية اسطنبول مهمة للغاية، فهو يلفت لزلزالٍ مرتقب ويطلب الاستعداد والتحضير لتداعيات كارثة طبيعية محتملة".
وقال شاهين، الذي كان يرأس في السابق مجلس إدارة غرفة المهندسين الجيوفيزيائيين TMMOB في اسطنبول، إن "مدينة اسطنبول شهدت زلازل كثيرة منذ عام 447 وصولاً لعام 1999، وعندما ننظر إلى التسلسل التاريخي لزلازل اسطنبول بالترتيب من عام 447، 542، 1296، 1509، 1719، 1766، 1894، و1999، نرى أن زلزالاً يضرب المدينة كل 250 عاماً ويكون مركزه مرمرة".
وتابع: "انطلاقاً من هذا التسلسل التاريخي تبدو تحذيرات رئيس بلدية اسطنبول الأخيرة من اقتراب موعد زلزالٍ سيضرب المدينة أمراً علمياً، ولهذا يجب أن تستعد المدينة التي يعيش فيها ملايين السكان لهذه الكارثة المرتقبة كي تتمكن من مواجهة تداعياتها والتقليل من آثارها".
وتأتي تحذيرات رئيس بلدية اسطنبول بعد نحو أسبوعين من ضجةٍ كبيرة حول الزلزال أحدثها عالم الجيوفيزياء التركي البروفيسور أوفغون أحمد إرجان، بعدما كشف في مقابلةٍ تلفزيونية عن موعد زلزال جديد ستشهده تركيا قبل الربيع المقبل، وهو ما أثار مخاوف السكان المحليين قبل أن يفند خبراء زلزال آخرون صحة توقعاته.
وكانت تركيا التي تقع على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم، قد شهدت زلزالاً مدمّراً في السادس من فبراير من عام 2023 الماضي، حيث أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وأدى لدمار كبير في البنى التحتية في عدد من ولايات البلاد، علاوة على آلاف الجرحى.
كما أرغم الزلزال المدمّر مئات الآلاف من سكان المناطق التي ضربها الزلزال، على الانتقال إلى اسطنبول وأنقرة ومدن أخرى تقع في الداخل التركي.