نظم أولياء أمور بمدرسة في شرقي العاصمة البريطانية لندن وقفة اليوم الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023 احتجاجا على عدم السماح للأطفال بإظهار أي علامات تضامن مع الأحداث في فلسطين داخل المدرسة.
وكان خلاف دبّفي مدرسة "باركلي" الابتدائية في ليتون بعد أن حضر الطلاب في "يوم المفتي لجمع الأموال للأطفال المحتاجين"، وهم يرتدون ألوان العلم الفلسطيني الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، مما اعتبرته المدرسة مخالفا للتعليمات.
ويأتي الاحتجاج أيضا بعد قرار إدارة المدرسة منع تلميذ يبلغ من العمر 8 أعوام من الحضور منذ 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لرفضه إزالة العلم الفلسطيني المخيط في معطفه.
وتصاعد الخلاف بين المعلمين وأولياء الأمور بشكل أكبر بعد إرسال رسالة إلى أولياء الأمور الشهر الماضي "تهديدهم" بإحالتهم إلى برنامج لمكافحة الإرهاب.
وحذرت الرسالة -التي قالت المدرسة إنها أُرسلت إلى "ثمان عائلات" يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- الآباء من أن ملابس أطفالهم يمكن اعتبارها "مسيئة" للطلاب الآخرين، كما أنها تمثل انتهاكا لقواعد سلوك الأكاديمية.
كما حذرت الرسالة من أن "التعليقات غير اللائقة التي يتم الإدلاء بها في المدرسة أو إظهارها فيها، بما في ذلك التعليقات المتطرفة أو المثيرة للانقسام، يمكن أن تؤدي إلى اجتماعات رسمية مع المدرسة، أو الإحالة إلى فريق المنع أو فريق جرائم الكراهية".
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد "أُجبرت المدرسة الابتدائية على الإغلاق مبكرًا بمناسبة عيد الميلاد بعد تلقي عدد من الموظفين بها تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي"، دون أن توضيح طبيعة هذه التهديدات.
وأظهرت لقطات فيديو أولياء الأمور يتجمعون خارج حرم المدرسة حاملين لافتات مؤيدة للفلسطينيين، وهم يهتفون "التعليم يتعرض للهجوم".
وقال أحد الآباء المشاركين في الاحتجاج "كانت المدرسة تضع علمًا أوكرانيا ضخمًا في الخارج وروجت لحقيقة أنهم يدعمون أوكرانيا. كان لدينا موقف اليوم حيث تهاجم إسرائيل غزة. لماذا لا يسمحون لطفل يبلغ من العمر ثمان سنوات بارتداء شارة وطنه وتراثه؟".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نظم الطلاب في مدارس بريطانيا فعاليات تضامن مع أطفال غزة وطلبة المدارس فيها ممن قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي.
ففي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شارك عشرات الطلاب بمدينة بريستول في مظاهرة داخل مدرسة كولدج غرين دعما للقضية الفلسطينية والتوعية بما يواجهه الفلسطينيون من مجازر وعدوان إسرائيلي والدعوة لوقف إطلاق النار.
كما علق الطلاب شارات بلون العلم الفلسطيني على أسوار مجلس مدينة بريستول للضغط على أعضاء المجلس بدعم القضية والتعريف بها والتضامن مع الفلسطينيين.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، جابت مسيرة الطلبة شوارع منطقة تاور هامليتس وسط لندن، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومطالبين بوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين، وهتف مئات الأطفال "فلسطين حرة".
وامتنع طلاب مدارس في عدة مناطق ببريطانيا من دخول قاعات الدراسة، من بينهم طلاب مدرسة غولد سميث بلندن، حيث تجمعوا أمام المدرسة داعين إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى أمس الأربعاء 20 ألف شهيد، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.