الوحدة الوطنية الأردنية: ضرورة وجودية عنوانها هوية وطنية أردنية شاملة

الوحدة الوطنية الأردنية: ضرورة وجودية عنوانها هوية وطنية أردنية شاملة
أخبار البلد -  
سيحاول الكثيرون أن يبالغوا في تصوير تداعيات المشهد الأردني الداخلي وإسقاطاته والتي بحسب زعم البعض أفرزت حالة غير مسبوقة من التآكل والإنفلات الداخلي منذرةً بإنهيارأو إنفجار وشيك لا سيما في ظل إرتفاع سقف الشعارات ودخول المعلمين الأردنيين إلى نادي الإعتصام والتظاهر. فبلا شك أن الوضع في الأردن يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وأننا ما زالنا بحاجة إلى رؤية إستراتيجية رسمية للمشهد الداخلي تحدد الداء بكل دقة إكلينيكية وتنهمك بلا تردد أو مهادنة في العلاج حتى نصل إلى الحد الأدنى.
وبالرغم مما سبق فإننا نختلف مع كل من يشكك في مسيرتنا الوطنيه الجامعه وعدم مقدرتنا على بناء أردنٍ عصريٍ تسود فيه روح المواطنة والإنتماء. والأضطراب الذي تشهده المنطقة ليس مبررا لفقدان الثقة ببوصلتنا الوطنية وعدم التركيزعلى الجوانب الإيجابية العديدة التي يتحلى بها الأردن والأردنيون.
بلاشك لا تزال مسألة الفساد وإسترجاع المال العام من كل من إعتدى عليه هي مسألة مصيرية بالنسبة لنا في الأردن، ولكننا في الوقت نفسه نؤكد أنه يدخل في رهان خاسر كل من يعتقد أن الأردنيين سوف يقبلون بهذا الوضع الذي تتحول فيه مسألة محاربة الفساد إلى قضيةٍ لانهائيةٍ وسببا لإضعاف سمعة الأردن الدولية والمساس بإنجازاته الإقتصادية. هذا بالضرورة يعني تعزيز القدرات اللوجستيكيه للسلطة القضائية الأردنية والإدعاء الأردني العام الذي يقوده اليوم زملاء عرفنا عنهم كل الحرص الوطني وعدم المجاملة عندما تتعلق المسألة بمصلحة الأردن العليا. فكلنا يد واحدة مع الملك عبدالله الثاني عندما يرى في الربيع العربي فرصة تاريخية للنهوض بالأردن وأهله من خلال تفعيل القانون الأردني في ظل عملية ديموقراطية يرتقي فيها مفهوم العطاء الوطني ليشمل كل الإنجازات الخيّرة لهذا النسيج المتلاحم من الأردنيين، من مسلمين ومسيحيين ترجع أصولهم إلى شرقيّ النهر وغربيّه من أهلنا الشركس والشيشان والأكراد وغيرهم من لبناته الأساسية والتي بإنجازاتها الوطنية يسمو الأردن ويعلو شأنه.
الأردنيون الشرفاء يلفظون كل القيم الدخيلة والتي دمرت قيم العمل المخلص والجاد، وسخّفت معنى الإنتماءالشامل وسممت براءة الطرح الوطني الأردني. فأصحاب هذه القيم المغرضة أضعفوا هيبة مؤسسة العرش الأردني بتطاولهم على المال العام وفي فسادهم ومحسوبيتهم وتسلطهم على مقدرات الشعب الأردني. فالمسألة ليست مسألة تنظير بل هي خيارات وجودية لا تقبل اللبس تقف مع الحق والعداله الإجتماعية،فإما أن نكون جميعاً ذخراً لهذا الشعب الأردني الماجد ومواطنه البسيط بأفعالنا وإسهاماتنا بالمعنى الموضوعي وإما أن نكون سبب هوانه والتسلط عليه وإفساد قيمه النبيلة.
مسألة الهوية والوحدة الوطنية هي ليست مسألة مقتصرة على الأردن وحده، والخوض فيها من باب الشمولية واحتواء كل أطياف المجتمع الأردني هي علامة على قوة هذا المجتمع إذ يسعى لفرض وجوده الوطني وبشكل جامع ينصهر في بوتقة المجتمع المدني الذي يُعرف بتعقيدات منظومته القانونية، لا سيما في ظل التفكك السياسي والإجتماعي والذي تشهده العديد من الدول المجاورة.
واذا كنا لم نتوصل بعد إلى إجابة شافية في هذا المجال فذلك ليس مدعاة للإنتقاص من الأردن أومن مسيرتنا الوطنية والتي يجب أن يكون عنوانها الثقة المطلقة بالنفس. فمسألة الهوية الوطنية ما زالت مسألة غير واضحة حتى في أكثر الدول الأوروبية تطوراً. ولو نظرنا إلى هذا السؤال من وجهة النظر البريطانية مثلاً لوجدنا أن البريطانين أنفسهم يتناولون هذه المسألة من وجهة نظر اليمين المتطرف(وبخاصة EDL,BNP)، وبالمقابل فإن اليسار المشكك لايقول لنا بوضوح ما هو المقصود بالهوية الوطنية البريطانية، لا سيما وأن المملكة المتحدة نفسها تواجه الأن خطر التفكك بإصرار الجانب السياسي الأسكوتلندي كما شهدناه مؤخراً.
وبدون ضرورة الدخول في حيثيات علم القومية الأممية نجد أن العامل الأكثر أهمية في مسألة الهوية الوطنية (national identity) يكمن في منظومة القيم (ethos) التي تميز إحدى الهويات الوطنية عن غيرها. هذا بدوره يدعونا الى أن نحدد منظومة قيمنا الوطنية من خلال لإعتزاز بمكونات أهل الأردن الديموغرافية من نخوة وشجاعة وتضحية ونصرة للمظلوم وغيرها من قيمنا الأردنية الوطنية الجامعة.
بالتأكيد سيكون هنالك أصوات من يشكك بالوحدة الوطنية والهوية الوطنية الأردنية الجامعة من دعاة شرذمة الأردن وقوقعته على نفسه.ولكن لا يعقل أن نكون في زمن ما بعد الحداثة (postmodernism) (والذي تزهو فيه المجتمعات المتطورة بمسببات قوتها من خلال عطاء كل أفراد المجتمع وبناء نسيجها الوطني) أن نطرح قضايانا الوطنيه ومسألة هويتنا الوطنية الأردنية من خلال شرذمة الأردن وتمزيقه وإدخاله في متاهات ليست موجودة إلا في المخيّلات الخصبة بما يخدم أعداء الاردن في الداخل والخارج. فالشرف كُله للأردنيين الأوفياء الذين وبالرغم من كل المغريات أوالإستحالات لم يهادنوا لحظة واحدة في خدمة هذا الوطن ووحدته الوطنية. فلن يقاس الأردن بأشباه الرجال الذين إرتضوا الفساد والمحسوبية والإنتهازية والتسلق الإجتماعي كمنهجية عمل؛فالرجال الحقيقون هم الذين يشمرون عن سواعدهم يغرسون بعطائهم القيمَ النبيلة ويغسلون بحبات عرقهم الطاهرة شوائب التخاذل والعبث في مقدرات هذا الوطن الجامع متصدين بكل حزمٍ لأي تطاول على بوصلتنا الوطنية.
شريط الأخبار "التجمعات الاستثمارية المتخصصة" تعيد تشكيل (5) لجان منبثقة عن مجلس إدارتها .. أسماء مفتي المملكة: تحريم استخدام وصناعة وبيع نبتة الدخان 242 مليون دينار لتثبيت سعر الخبز ودعم أسطوانة الغاز في 2025 الكرك الأقل.. تعرفوا على موازنة المحافظات الأردنية الحكومة تخصص 3.5 مليون دينار للتنقيب عن النفط في الأردن العام المقبل خطة شاملة لتعزيز فرص العمل وتحسين المهنة في جمعية المحاسبين القانونيين .. ورحال: سنبذل كل جهدنا ارتفاع عوائد الحكومة من مطار الملكة علياء 30 مليون دينار عجز بأكثر من 2 مليار دينار في مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025 63.4 مليون دينار موازنة رئاسة الوزراء في 2025.. ورصد 2 مليون لدراسات المدينة الجديدة المياه: ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير وزير العمل يوضح بشأن تصويب أوضاع العمالة المخالفة الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم ف بورصة عمان لجلسة يوم الاثنين ... تفاصيل مشروع قانون الموازنة الأردنية لسنة 2025 - رابط في سابقة .. مجلس النواب يختار أعضاء لجانه كافة بالتوافق أردني يطلق النار على طليقته في الشونة الشمالية الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالفيديو والصور.. الرئيس البولندي يتوقف بموكبه لتناول العشاء في مطعم "طواحين الهوا" الدولية للسيليكا تقر بياناتها وتخفض عدد مجلس الادارة وسهم العضوية و"الطراونة" يوضح الكساسبة يكتب... "إذن من طين وإذن من عجين" !!