على كل الجبهات تقاتل.. في كل الأوقات تقاتل.. في كل ذرة من وجودك تقاتل..! لا تحسب أيّها الشقي أنك متروكٌ بلا لهاثٍ و ركضٍ.. قد كتبنا عليك القتال والرجم و أدخلناك اللعبة وأنت المرجوم والهدف..!
إن صاحت بك زوجتك؛ فأنت تقاتل كي تسكتها وتخسر معركتك معها..! إن وقفت في الشارع وسألت أمشي من هنا أم من هنا؛ فـ (هنا وهنا) سيرغمانك على الانبطاح وتناول كميات كبيرة من الركل والترفش و التخبيط فيك وأنت لا تملك إلّا أن تقاتل وقتالك ينحصر في: أوه آه أخ أي ..!
إن ضاق بك الطعام؛ استرجلت يا شقي على رغيف الخبز و مزقته بيديك لقمةً لقمةً كي تظن وترتاح نفسيًّا بأنك هزمته بقتالك معه ولستَ تعرف أيها الغارق في متون هزائمك وهوامشها بأنك قُتلتَ بحرب التمزيق وأن رغيف الخبز دائرة مغلقة عليك سيخنقك في كلّ وجبة ..!
حتى وأنت نائم.. لن تفلتَ من القتال.. قد أعددنا لك جيوشًا و مليشيات تأتيك باسم الاحلام والكوابيس.. وستصرخ في نومك ألف مرّة وإن استيقظتَ ذات موتٍ من الحلم سيكون تفسير الذين حولك وهم يضحكون على فزعك وعرقك المسكوب منك: الموت في الحلم يعني «طولة عمر»؛ لذا: ستعيش أيها الشقي بكل حواسك الظاهرة والباطنة.
لا تصحُ ولا تنم.. لا تذهب ولا تأتِ.. لا تقف ولا تقعد.. لا تتكلّم ولا تخرس.. لا تَجُعْ ولا تأكل.. لا تمت ولا تحيَ..! وبرطع بما تبقّى كيفما تشاء.