أطلقت مؤسسة عبد الحميد شومان، الاستراتيجية الوطنية لتطوير البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والانسانيات، وذلك خلال حفل أقيم اليوم السبت برعاية وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، وبحضور فريق العمل الوطني الذي عمل على تطوير الاستراتيجية، وأعضاء من مجلسي الاعيان والنواب، ورؤساء الجامعات والجهات المعنية.
وجاء تطوير الاستراتيجية من خلال العمل مع "فريق وطني" من خيرة الباحثين والباحثات من الأردن، إذ تم اختيار أعضاء الفريق بناء على توصيات مباشرة من أعضاء لجنة إدارة صندوق عبدالحميد شومان لدعم البحث العلمي أو تم انتخابهم من خلال ورشات عمل تطوير البحث العلمي، حيث تم تشكيل الفريق الوطني بعد عقد أربع ورشات عمل في شمال ووسط وجنوب المملكة.
وثمن محافظة لمؤسسة عبد الحميد شومان جهودها الدائمة لإثراء المشهد الثقافي والاجتماعي في الأردن من خلال الأنشطة النوعية التي تقوم بها، كما شكر القائمين على هذه الاستراتيجية لما بذلوه من جهود عظيمة من أجل الخروج بها.
وقال محافظة إن هذه الاستراتيجية مشروع طموح ويجب ان لا تبقى حبيسة الادراج كغيرها من الاستراتيجيات والخطط التي تم وضعها سابقا، مشيرا إلى أهمية التشبيك بين مختلف المؤسسات والجامعات من أجل تحقيق هذا الأمر.
وأشار محافظة إلى أهمية البحث العملي في تنمية المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا، منوها إلى ضرورة دعم البحث العلمي ماليا وتوفير البيئة المناسبة في الجامعات للاهتمام بالبحث العلمي وتوفير القوى العاملة المؤهلة. وأوضح أن أهمية البحث العلمي تتمثل في تقديم رؤية عن المستقبل، والاتجاه الذي تسير فيه المجالات المعرفيّة، ومدى تطورها.
من جهتها قالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، إنه بعد شهور طويلة من العمل الدؤوب، والاجتماعات الدورية، وتبادل الآراء وموازنتها، والأخذ بعشرات الملاحظات، نأتي اليوم إلى ساعة الإنجاز بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانيات، مؤكدة أن البحث العلمي هو الوسيلة التي تمكّن المجتمعات من تطوير آليات تقدمها، وتحجيم التحديات التي تعترض طريقها، سواء كانت بحوثا في العلوم البحتة أو العلوم الاجتماعية والإنسانيات.
وأكدت قسيسية سعى مؤسسة عبدالحميد شومان بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتعزيز بيئة البحث العلمي ودعمها، لتكون الجهود المبذولة في هذا السياق قيمة مضافة للأردن والبلاد العربية، وليسهم في التخلص من التحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد، وتحقيق التقدم والرفاه.
وقال رئيس لجنة إدارة صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي الدكتور عدنان بدران، إنه لتحقيق رؤيا التحديث الاقتصادي، فإن للبحث العلمي الموجه للتنمية الفاعلة والذي يرتكز على الاحتياجات الوطنية أهمية وضرورة قصوى في إيجاد الحلول التنموية.
وأضاف أنه بالرغم من أن هناك جهود قيمة في زيادة زخم البحث العلمي من احصائيات سكوبس وما يتم نشره في دوريات محكمة من الجامعات والمؤسسات العلمية البحثية، إلا أن هذه الجهود مبعثرة لا ترتقي إلى استراتيجية متكاملة يشارك بها القطاعات الحكومية والجامعية ومراكز البحوث العلمية تركز على الأولويات الوطنية بحيث تقود مخرجاتها في بناء الاقتصاد الأردني والاعتماد على الذات.
وقال "نحتفل في هذا اليوم في إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتطوير البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، والذي هو جهد مخلص من قبل مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي في المسؤولية الاجتماعية، والشكر والتقدير أيضاً للفريق الوطني المختص بوضع الاستراتيجية والشركاء من المؤسسات التعليمية على مدار أشهر الماضية. والحاجة ماسة الآن لبناء فريق متابعة، إذ أن هذا الجهد يجب إلا ينتهي بإضافة مخلصة للمكتبة العربية، بل يجب أن تكون هناك خطة تنفيذية يجري متابعتها سنوياً".
عضو اللجنة العلمية لصندوق عبدالحميد شومان لدعم البحث العلمي الدكتورة وفاء الخضراء بينت أن الجامعات تعتبر من أهم المحركات في نقل المعرفة والتطوير، وتقديم حلول جوهرية للمخاطر والتحديات، مشيرة إلى أن تشجيع المجتمعات على توليد اقتصادياتها المعرفية والعلمية يمثل ضرورة أساسية لتلك المجتمعات، وهذا ما يفترض أن تقوم به مؤسسات التعليم العالي.
وقالت، لم يعد البحث يقيّم فقط من منطلق أهميته العلمية، بل أيضًا من خلال القيمة التي يُمكن أن يُضيفها للمجتمع.
العين ياسين الحسبان استعرض أهمية البحث العلمي في تطور ونماء الشعوب ووضع الحلول التنموية، مشيرا إلى مكانة الأردن إقليميا وعالميا من حيث البحث العلمي وحجم الانفاق عليه.
وأعرب عن أمله في أن يتم تبني هذه الاستراتيجية لتحقيق الغاية المرجوة منها.
وقالت مديرة دائرة البحث العلمي الاء أبو الليل، إن الاستراتيجية جاءت انطلاقا من إيمان المؤسسة بالبحث العلمي الذي يعتمد التحليل المنهجي لمشاكل المجتمع واحتياجاته الأساسية وطموحاته الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والبيئية والصحية، وترسيخًا لأهداف المؤسسة ضمن ركن الفكر القيادي.
وأشارت إلى تعاون أعضاء الفريق الوطني، في العمل على مخرجات ورشات العمل، والخروج بخطة عمل شاملة توضح الأهداف والمخرجات والأنشطة لكل من أولويات الاستراتيجية، حيث تمحورت الأولويات حول ست نقاط أساسية تمثلت في مقترح إنشاء المؤسسة المستقلة لتطوير البحث العلمي في مجال التخصصات الإنسانية، والدعم والتوجيه البحثي والمعرفي خدمةً للتنمية المجتمعية وتحقيقا للأثر المعرفي والاجتماعي، ومجلات محكمة باللغة العربية وبمستوى عالمي، وتطوير القدرات والمهارات البحثية للباحثين/ـات في الأردن، وتطوير التشريعات والتعليمات لتحسين وضع البحث العلمي في الأردن، وتوفير بيئة داعمة وحاضنة للبحث العلمي.
واستعرضت أبو الليل محاور الاستراتيجية بالتفصيل وخطة ومنهجية العمل المتبعة لتطوير الاستراتيجية وأولوياتها ونتائجها.
ويعد البحث العلمي من أهم الركائز في المؤسسة حيث تقدم دائرة البحث العلمي عدة برامج لدعم الباحثين في الأردن والوطن العربي، منها صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي الذي تأسس عام 1999، انطلاقًا من إيمان مؤسسة عبد الحميد شومان بأهمية دعم البحث العلمي وترسيخا لأهداف الفكر القيادي، وجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب التي تعد أوّل جائزة عربية تعنى بالبحث العلمي وتحتفي بالباحثين العرب منذ عام 1982، كذلك صندوق التمويل الأولي "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا– مؤسسة عبد الحميد شومان/ الأردن"، والذي جاء لدعم التمويل الأولي للبحوث العلمية المشتركة بين باحثين وباحثات من المعهد ونظرائهم من الجامعات والمؤسسات البحثية الأردنية.