ما نسمعه بين الحين والآخر عن أن مطاعيم «كورونا» سبب رئيس لكل هذه الوفيات، وهو تفكير شخـصي أيضا، ويشاطرني به كثير ممن يتحدثون عن كثرة «الجلطات» المؤدية للوفيات وخاصة بين الشباب.
صديقي ورفيقي محمد الغنانيم أول سؤال يداهمني به يوميا.. «من توفي اليوم"؟، نعم.. لقد صارت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمنشورات النعي وموت الفجأة بين الشباب وبشكل مفزع.
نذهب بعيدا ونعود لتلك الأصوات التي ارتفعت بداية انتشار الجائحة قبل سنوات من قلقها على البشرية، وكانت هذه الأصولت قد حذرت من أهداف غير بريئة تقودها دول عالمية كبرى.
لسنا من أنصار نظرية المؤامرة والتي تعتبر سمة من سمات الشــــــعوب العربية كما يدعى الغرب، ولكننا من انصار العقل والفكر المبني على وقائع ونتائج ظاهرة للعيان ويلمسها الغالبية من المعنيين بقضية ما، الكل استمع لما يدور في أروقة الغرف المغلقة في الغرب من جدل بشأن السـياسة الصحية التي انتهجها الغرب في التعامل مع جائحة كورونا وما نلمسه في واقعنا اليومي من جلطات يصاب بها الشباب وبشكل ملاحظ.
في كل صلاة جمعة اشاهده بشكل ملفت رحمه الله ذو ملامح جمــيلة ويتكئ على الحائط ويضـع يده على خدمه، يوم الجــمعة الماضية انتشر خبر وفاته دون معاناة او مرض او شئ في صحته، رحم الله فؤاد العارف، وقبل يومـين ينتقل لرحمة ربه الصديق نبيل البقور وهو في كامل صحته نتيجة جلطة مفاجئة، وغيرهم الكثـيرون لكن هؤلاء من كان موتهم يدمي قلوب المحيطين بهم, نقر بإرادة الله وان الموت حق ولكل أجل كتاب.
لنقر بأننا جميعا نذهب لفرضية أن الموت كثر بعد جائحة كورونا وندعمها بما نسمعه ونراه من أعداد كـبيرة وخاصة بين فئة الشباب, أي مناسبة اجتماعية وخاصة مناسبات العزاء الحديث الشائع من الجميع هو كثرة الموت وندخل في تحليل لا يكون علميا ودقيقا لكن هو ملاحظ ويشعر به الجميع، لنكون معنين بما يحث حولنا واننا في توهان مما يجري، اصبحنا من كثرة حالات الوفيات نخصص وقتنا فقط لتأدية واجب العزاء وخففنا مشاركة أحبتنا المناسبات الأخرى.
فرصة لنا أن نعيد ترتيب علاقتنا مع الموت ونبذل جهدنا أن نستقبل الموت في ابهى صورة, لنقدم ما نستطيع لأجل ان نبري ذمتنا من شوائب هذا الزمن الذي عاث بنا وابعدنا عن قيمنا التي حث عليها ديننا الأسلامي والشرائع السماوية, من هنا اطالب ان نفكر جيدا كيف نحسَن جودة وجودنا في هذه الحياة وعلاقتنا مع أنفسنا ومع غيرنا.