ليتك هنا.. ليتني هناك

أخبار البلد - أخبار البلد- أحقا - يا سـعد- أنها الذكرى الأربعون لرحيلك القاسي الموجـع الذي -من كثرة البكاء - أغشى عندي البصر وكاد أن يعمي البصيرة؟؟ منذ (73) سنة وأنت أيها الغائب الحاضر - في السجلات الرسمية وعند العائلة - أخي الأصغر والأوحد، لكنك - فعليا وإنسانيا - كنت: ابني الأول، وصديقي الأول، وحبيبي الأول! وإن كان فارق السنين قد جعلني «ألعّبك» قبل أي من أبنائي أو أحفادي، فإن ذلك الفارق لم يمنعك من ان تكون - بنضجك العاطفي والعقلي المبكر- صديقي الأول والأثير. وإن كان هذا الواقع الجميل قد جعلني - وأنا برفقتك - استشعر «الشباب الدائم»? فإنني - ويشهد الله - استشعر، برحيلك الصاعق، وكأن الحياة قد قذفتني فجأة إلى عالم «الكهولة الدائمة»، فلماذا تركتني؟ «لماذا تركت الحصان وحيدا؟»..... تركتني كي أحرس المنزل والعائلة؟ لك ذلك بعد أن وقع ما وقع، وسبقتني بالرحيل عن هذه الدنيا! لكن، فلتعلم: كم تمنيت لو أنك بقيت بعدي، فأنت -أيها الحبيب- الأكثر جدارة كونك محبوب العائلة قاطبة.... وبدون أي منازع.