تتلاحق الأحداث، وتتشابك الأسباب بالنتائج، ويتوه القرار، لحظة حرجة تحدد المصير، فلا وقتها ينفع صاحب القرار قراره، ولا يسنده من قد سند وستر مصائبهم، ويكون قد اوقع كل أركان المؤسسة «المدينة» في حالة ذعر تعصف بعشرات السنين من العمل، فلا إستراتيجية تنفع وقتها، ولا عقل قادر على استيعاب ما يصدر من معلومات متسارعة غير مضبوطة، ولا قرار صائب يحمي ويعالج يمكن اتخاذه.
ما اسلفته باختصار يسمى في علم الإدارة «الكارثة» ذات الدمار الشامل، والخسائر بالممتلكات والأرواح، والتي يحدثها عجز العقل الضابط، والرقيب للسياسات والانظمة، أو ما يسمى بالكوارث الطبيعية، في الأولى يستوجب التحقق والتحقيق من المصالح لمعطل السياسات والإجراءات، وفي الثانية تستوجب الجاهزية المسبقة للتقليل من عدد الخسائر لا أكثر.