منذ ما يزيد على أكثر من ثمانية أشهر شرع متقاعدو الفوسفات بالمطالبة بحقوقهم في الحصول على تأمين صحي كريم ولائق بأحوالهم الصحية ما بعد التقاعد كما كان عليه الحال سابقاً حين قام المتقاعدون بتوقيع اتفاقية مع إدارة الشركة عام 2000 تلتزم الشركة بموجبها بتقديم خدمة التأمين الصحي لما بعد التقاعد بشكل مناسب وبخدمات طبية ممتازة ، حيث تم حينها اقتطاع جزء لا بأس به من رواتب المتقاعدين لهذه الغاية .
وهاهم متقاعدو الفوسفات مستمرون في اعتصاماتهم أمام مبنى الشركة لأكثر من ثلثي العام ولا مجيب ، حيث يشكو المتقاعدون من منغصات تلازمهم وتلاحقهم حال توجههم للحصول على خدمة طبية يفترض أنها مشمولة بنظام التأمين الصحي لما بعد التقاعد ، لكنهم تفاجئوا ولا يزالون بالكثير من التعقيدات والمكدرات ، حتى بات الحصول على أبسط أنواع الأدوية لأمراضهم المزمنة مسألة تحتاج إلى موافقة من قبل شركة التأمين المسؤولة والمناط بها مهمة تقديم التأمين الصحي الكريم لهؤلاء المتقاعدين .
المتقاعدون الغاضبون يتهمون رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الدكتور محمد الذنيبات بتضييق الخناق عليهم في مسألة التأمين الصحي ، ويطالبون بإقالته من منصبه في كل مرة يتجمهرون فيها أمام مبنى الشركة ، حيث تم في وقت سابق من هذا العام اجتماع فيما بين إدارة الشركة ولجنة من المتقاعدين للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ، وخلص الاجتماع إلى توقيع اتفاقية جديدة بين المتقاعدين وإدارة الشركة ، لكن الإدارة لم تلتزم ببنود الاتفاقية بحسب المتقاعدين ، وهذا ما أدى إلى تأزيم الأوضاع أكثر فأكثر أمام مبنى الشركة .
إدارة الشركة مستمرة في تجاهل مطالب المتقاعدين ، لا بل اتهمت البعض منهم في مقابلات تلفزيونية بأن الغاية من هذه الاعتصامات التي تجري أمام مبنى الشركة هو بيع التأمين الصحي للشركة بمبالغ عالية ، وهو ما نفاه المتقاعدين جملة وتفصيلاً ، مؤكدين أن المطلب الأول والأخير في مسألة التأمين الصحي هو إعادته كما كان سابقاً بحسب الاتفاقية الموقعة عام 2000 .