في رسالة واضحة للداخل والخارج للمجتمع العربي والدولي يستقبل الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الابيض الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ويبيحث معه اوضاع الاردن واوضاع المنطقة العربية بشكل عام.
هذا اللقاء وفي هذا الوقت بالذات والذي يسمى الخريف العربي هي رسالة للجميع بأن هذا القائد يسير في بلده في الاتجاه الصحيح من اصلاح وتطوير في مختلف الميادين واهمها السياسية والاقتصادية , وعندما يسمع الرئيس الامريكي من الملك رؤيته للمنطقة العربية لهو دليل على ثقة الادارةالامريكية برؤية الملك الثاقبة والتحليل المنطقي للامور بعيدا عن العواطف والانفعال والاندفاع .
فقد اجرى الملك مباحثات ناجحة مع الرئيس الامريكي بما فيها تحليل لمستقبل المنطقة السياسي وكيفية دعم الاردن ماديا وتقديم مساعدات عاجلة خارج المبالغ المقررة اصلا لدعم الاردن لعام 2012 .
واستمع الرئيس الامريكي من الملك عن الوضع الاردني بما فيه المعارضة وما هي مطالبهم وماذا تحقق منها.
واجاب الملك على استفسارات الرئيس اوباما والتي هي منقولة له اصلا من خلال السفير الامريكي بالاردن حول الاوضاع الامنية والسياسية هنا .
فقد اجاب الملك بكل صراحة بأننا نسير بالاتجاه الصحيح فقد تم تعديل اكثر من ثلثي الدستور الاردني وسنجري انتخابات بلدية وبرلمانية هذا العام وسنكون حريصين على ان تكون نزيهة وشفافة , وهذه المطالب هي اهم مطالب المعارضة بما فيها حزب جبهة العمل الاسلامي للمشاركة بالانتخابات , بالاضافة لمحاكمة الفاسدين وهذا ما بدأ فعلا في الاردن , فقد ُاحيل عدد من القضايا الى هيئة مكافحة الفساد لتحقيق فيها قبل تحويلها للقضاء صاحب الكلمة النهائية بالموضوع ,
وفعلا تم بدأ محاكمة بعض الشخصيات الاردنية على عدد من القضايا .
كذلك تطالب المعارضة والحراك الشبابي والشعبي بمحاكمة اثنين من رموز الفساد كما يعتقدون هم بذلك , وهما مدير المخابرات الاسبق الفريق محمد الذهبي والوزير الاسبق د.باسم عوض الله ومن يتبعهم .
واعتقد جازما بأن هذا الملف سيفتح خلال هذه الايام وبشكل جدي وبمتابعة شخصية من الملك , والقضاء والتحقيقات هي الفيصل بين المطالبة بحاكمتهم او تبرئتهم اواثبات تورطهم بقضايا فساد , تنوعت بحسب الشارع بين عمولات وسمسرات وبيع جوازات سفر مقابل مبالغ مالية كبيرة وبين تسجيل اراضي وعقارات بأسمائهم دون وجه حق وغسيل اموال .
وعودة للقاء الملك بالولايات المتحدة الامريكية فقد اجتمع الملك مع لجان واعضاء بالكونجرس الامريكي وجميع هذه اللقاءات كانت ناجحة ومثمرة .
كذلك اجتمع الملك وتحاور مع عدد كبير من الجالية الاردنية حيث تم اللقاء بشكل ودي ومثمر .
ايضا اللقاءات التي اجراها الملك مع عدد من وسائل الاعلام الامريكية كانت ناجحة , واهمها لقائه مع البي بي سي والتي تحدث بها الملك مع الصحفية مارغريت وارنر بكل وضوح وشفافية واجاب الملك على كل اسئلتها مباشرة ودون دبلوماسية كما يفعل السياسيون بالعادة .
فقد كان الملك واضحا محددا بالاجابة بشكل مباشر يجيب على السؤال الذي يُسأل ولا يجيب على سؤال لم يسأل اصلا كما يفعل بعض الرؤساء.
والمعلومات المتوفرة من واشنطن تقول لاول مرة لم تعرض على الملك الاسئلة مسبقا التي ستسأله اياها مارغريت من البي بي سي كما جرت العادة بروتوكولياً , حيث قال الملك قبل اللقاء الصحفي اسألي ما شئتي فلا يوجد شئ نخفيه فنحن نسير للامام ولا ننظر للخلف ابداً .
عاش الوطن وعاش الملك وعاش هذا الشعب حراً ابياً .